Ads 468x60px

اشهار

الجمعة، 31 يناير 2014

بين الواقع و الخيال "لغز السفينة الشبح .. الخرافة و القصة الحقيقية"

لغز السفينة الشبح .. الخرافة و القصة الحقيقية

سفينة اكتشفت في عرض المحيط و هي تبحر على غير هدى , خالية و مهجورة , اختفى قبطانها و بحارتها في ‏ظروف غامضة مع ان السفينة كانت لا تزال في حالة جيدة , يا ترى ماذا جرى للسفينة و ماذا حل بطاقمها ؟ ‏سؤال ناهز عمره القرن و النصف من الزمان , لكنه لازال بدون جواب , رغم عشرات النظريات و الفرضيات ‏التي حاولت تفسير اللغز , لا بل الأدهى انه ازداد غموضا و تعقيدا بسبب العديد من الخرافات و الأساطير التي ‏نسجت حوله على مدى عشرات السنين , و لأن ديدننا في موقع مملكة الخوف هو تقديم الحقائق و الابتعاد عن ‏الإثارة الرخيصة , لذلك نقدم لك عزيزي القارئ القصة الحقيقية لأحد أكثر الألغاز غموضا
سفينة اختفى جميع ركابها و لم يعثر لهم على اي أثر حتى اليوم



صورة متخيلة للسفينة الشبح
ماري سليست (Mary Celeste ) هي سفينة شراعية ضخمة تبلغ حمولتها 282 طن , تم بنائها عام 1861 على سواحل كندا و سجلت كسفينة تجارية هناك , كانت سفينة شراعية جميلة و حديثة في زمانها , لكنها كانت منحوسة , فخلال رحلتها البحرية الأولى , لفظ قبطانها الكابتن روبرت ماكلاي وهو ابن مالك السفينة , أنفاسه الأخيرة على سطحها نتيجة إصابته بمرض ذات الرئة , و قد لازمها النحس في رحلتها اللاحقة , إذ اصطدمت بقارب صيد , و في أول رحلة لها عبر الأطلسي اصطدمت بسفينة داخل القناة الانكليزية , ثم أبحرت لعدة سنوات كسفينة لنقل البضائع من و إلى أمريكا الجنوبية , و في إحدى رحلاتها تلك تعرضت إلى عاصفة قوية فجنحت عن مسارها و أصيبت بأضرار, و في عام 1868 بيعت إلى شخص أمريكي سجلها في نيويورك تحت اسم ماري سليست ثم ما لبث ان باعها بدوره إلى مجموعة من الشركاء كان احدهم هو بنيامين بريدج الذي أصبح قبطانها و أبحر بها في عدة رحلات تجارية عبر الأطلسي.


في 5 تشرين الثاني / نوفمبر 1872 أبحرت ماري سليست من نيويورك , كانت حمولتها تتكون من 1701 برميل من الكحول الخام المرسل إلى ايطاليا , و كان طاقمها يتألف من عشرة أشخاص هم القبطان بنيامين بريدج و زوجته سارة التي طالما رافقته في رحلاته البحرية , و ابنتهما صوفيا ذات العامين , أما البحارة فكانوا أربعة ألمان و دنماركي و أمريكيان هم الطباخ و مساعد القبطان و جميعهم من البحارة ذوي الخبرة و المشهود لهم بحسن السلوك.

بعد شهر كامل على إبحار ماري سليست , أي في 5 كانون الأول / ديسمبر , كانت سفينة أمريكية أخرى اسمها ديا كراتيا تمخر عباب المحيط باتجاه أوربا تحت إمرة القبطان ديفيد مورهاوس و هو صديق قديم لبنيامين بريدج , و لم يكن يتوقع أبدا ان يلتقي بالسفينة ماري سليست في عرض المحيط لأنها كانت قد انطلقت في رحلتها قبل ثمانية أيام على إبحاره , لكن بينما كان القبطان مورهاوس يبحر بسفينته في المحيط على بعد 600 ميل إلى الغرب من البرتغال , لمح بحارته سفينة مجهولة على مسافة حوالي الخمسة كيلومترات من سفينتهم , و عندما نظر القبطان مورهاوس إليها بواسطة منظاره المقرب شعر بشيء غير طبيعي في طريقة إبحارها , كان شراعها في وضعية غير صحيحة و كانت تتأرجح في حركتها و لم يظهر أي شخص على سطحها , لذلك أمر القبطان مورهاوس بحارته بالتوجه نحو السفينة المجهولة , و عندما اقتربوا منها بدرجة اكتشف القبطان مورهاوس ان السفينة المجهولة لم تكن سوى ماري سليست , سفينة صديقه القبطان بينيامين بريدج , التي كان من المفروض أنها تبحر الآن قرب مضيق جبل طارق.
أدرك القبطان مورهاوس أن السفينة ماري سليست قد تعرضت لمشكلة ما لذلك قرر إرسال احد بحارته ليصعد على متنها و يعرف ماذا حل بها , و كان هذا البحار هو اوليفر ديفيو الذي توجه نحو ماري سليست بالقارب ثم تسلق إلى سطحها , كان أول عمل قام به هو التحقق من مضخات السفينة فوجد ان احدها مازال يعمل أما الاثنان الآخران فكانا مفقودان , و خلال تفتيشه للسفينة لم يعثر على أي شخص , كان الجميع قد اختفوا , كما ان قارب الإنقاذ الوحيد في السفينة كان قد اختفى أيضا , و في قمرة القيادة كانت الساعة متوقفة و البوصلة محطمة و كانت معظم الأدوات الملاحية الصغيرة التي تستعمل لتحديد موقع السفينة قد اختفت كما ان جميع أوراق السفينة كانت مفقودة باستثناء دفتر القبطان الذي يسجل فيه ملاحظات الرحلة و أخر ملاحظة كتبت فيه كانت تعود إلى يوم 25 تشرين الثاني / نوفمبر أي قبل عشرة أيام , بقية غرف و قمرات السفينة كانت بحالة جيدة كما كانت أغراض الطاقم الشخصية متروكة في مكانها و ملابسهم مرتبة و يابسة , كذلك كانت مئونة السفينة من الطعام و المياه سليمة و في حالة جيدة مما يدل على ان طاقم السفينة كانوا قد تركوها على عجل دون ان يتاح لهم أخذ أي شيء منها معهم , و في المخزن الرئيسي للسفينة كانت الحمولة من براميل الكحول سليمة أيضا و لم تمس , و لدى معاينته للجزء الخلفي من السفينة اكتشف اوليفر حبلا قويا و طويلا كان قد تم ربطه بإحكام إلى مؤخرة السفينة أما طرفه الأخر فكان يتدلى خلفها سابحا في مياه المحيط لمسافة طويلة , و بصورة عامة لم تكن السفينة ماري سليست تواجه خطر الغرق رغم أنها كانت مبللة و رطبة و يغطي الماء قاعها بارتفاع متر تقريبا.

عندما عاد البحار اوليفر ديفيو الى سفينة ديا كراتيا و قدم تقريره للقبطان مورهاوس لم يصدق هذا الأخير ان صديقه القبطان بنيامين بريدج ذو الخبرة البحرية الطويلة يمكن ان يترك سفينته في عرض المحيط بهذه الحالة , لذلك أرسل بحارة آخرين ليتأكدوا مما رواه اوليفر ديفيو , و قد عاد هؤلاء بعد قرابة الساعتين ليؤكدوا نفس الكلام كما اخبروا القبطان بأنهم لم يجدوا أي آثار للعنف على سطح السفينة و كانت جميع محتوياتها سليمة , و هو الأمر الذي يلغي تماما أي فرضية في تعرضها للقرصنة.

في الأيام التالية قام عدد من بحارة ديا كراتيا بقيادة السفينة ماري سليست حتى أوصلوها إلى مستعمرة جبل طارق الانكليزية , و فور وصولها إلى الميناء قامت وزارة أعالي البحار البريطانية بتشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات اختفاء طاقمها , و قد خلصت هذه اللجنة بعد الفحص و التمحيص و المعاينة الدقيقة إلى انه لا توجد هناك أي آثار للعنف تدل على تعرض السفينة للقرصنة كما ان حمولتها و أغراض طاقمها كانت سليمة لم تمس , أما اختفاء الركاب فلم تجد اللجنة أي تفسير له , و قد قام السفير الأمريكي بزيارة السفينة بنفسه لأنها كانت تحمل رعايا أمريكان و اخطر حكومته عن الحادث فقامت وزارة الخارجية الأمريكية ببعث برقيات إلى جميع سفاراتها حول العالم لأجل الحصول على أي معلومات تدل على مصير طاقم السفينة , لكن بدون جدوى فركاب ماري سليست كانوا قد اختفوا إلى الأبد.


الى اليمين صورة حقيقية للقبطان بنيامين بريدج اما الى اليسار فلوحة متخيلة لأكتشاف السفينة ماري سليست في عرض المحيط
بالتدريج جذبت حادثة ماري سليست انتباه الصحافة , و بما ان القصص الغريبة و حكايات الأشباح كانت تستهوي القراء في ذلك الزمان , لذلك تم فبركة العديد من الأكاذيب و إضافتها إلى الأحداث الحقيقية , و ربما تكون كتابات السير آرثر كونان دولي , مؤلف قصص شارلوك هولمز , هي الأكثر مساهمة في إضفاء صبغة من الوهم و الخيال على الوقائع الحقيقية , فقد ذكر في إحدى قصصه التي تناولت الحادثة بأن بحارة السفينة ديا كراتيا الذين صعدوا إلى سطح ماري سليست لأول مرة وجدوا الطعام موضوعا على المائدة و كان لا يزال طازجا كأنه اخرج من القدر للتو كما كانت القهوة المسكوبة في الأكواب لا تزال حارة يتصاعد منها البخار , و قد تكون اهتمامات السير كونان دولي الروحانية التي امن بها بشدة بعد تقدمه في السن و وفاة زوجته و ابنه الشاب , قد ساهمت بشكل كبير في طريقة تناوله لموضوع السفينة ماري سليست , لكن الحقيقة كانت شيئا آخر , فبحارة ديا كراتيا أكدوا مرارا بأنهم لم يجدوا أي طعام مطبوخ على سطح السفينة و لم تكن هناك أي قهوة أو مادة سائلة أخرى مسكوبة في الأكواب , فمطبخ ماري سليست كانت تسوده الفوضى بسبب حركة السفينة المتأرجحة.

خلال ما يناهز القرن و النصف من الزمان , لم يعثر على أي اثر لطاقم السفينة ماري سليست و لم يسمع عنهم مجددا حتى يومنا هذا , إذن ماذا حل بهم ؟ و لماذا اختفوا ؟ هل حقا اختطفتهم مخلوقات فضائية أم ابتلعتهم كائنات بحرية مجهولة خرجت من قاع المحيط أم دخلوا بعدا زمنيا أخر ؟ كل هذه السيناريوهات طرحها عشاق قصص ما وراء الطبيعة , لكن مع الأسف لا يوجد أي إثبات لها , و في المقابل هناك العديد من النظريات و الفرضيات المنطقية التي حاولت تفسير ما حدث , أول هذه النظريات كانت تعتقد ببساطة بأن السفينة تعرضت للقرصنة , لكن بقاء أغراض الطاقم و حمولة السفينة سليمة لم تمس تلغي نظرية القرصنة تماما , نظرية أخرى اتهمت طاقم سفينة ديا كراتيا بأنهم هم من دبروا الحادث لغرض الحصول على جائزة الإنقاذ التي كان القانون يمنحها على شكل نسبة من قيمة السفينة التي يتم إنقاذها , لكن هذه النظرية لا تصمد إمام التحليل المنطقي , فقبطاني السفينتين كانا صديقين قديمين و تربطهما علاقات عائلية وطيدة كما ان ماري سليست كانت قد أبحرت قبل ثمانية أيام من إبحار ديا كراتيا فكيف تمكنت هذه الأخيرة من اللحاق بها , ثم لماذا لم يعثر على أي آثار للعنف داخل ماري سليست , هل يعقل ان يكون طاقمها قد تعرضوا للقتل دون ان يبدي أي شخص منهم أي مقاومة؟.
و هناك نظرية أخرى تعتقد ان الحادثة هي مسرحية تم تدبيرها من قبل القبطان روبرت بريدج من اجل الحصول على مبلغ التأمين على السفينة , لكن هذه النظرية لا تصمد أمام حقيقة ان مبلغ التأمين على السفينة و حمولتها كان ضئيلا كما ان السفينة و حمولتها كانت سليمة لم تمس , أضف إلى هذا ان القبطان روبرت بريدج كان مجرد شريك يملك حصة في السفينة و ليس مالكها الوحيد.
هناك نظرية أخرى لاقت رواجا , و هي ان ماري سليست تعرضت لعاصفة هوجاء فخاف القبطان بينيامين بريدج ان تغرق سفينته و أمر الطاقم بإنزال قارب النجاة ثم أبحر مبتعدا , و مما يدعم هذه النظرية هو ان السفينة كان مبللة ساعة اكتشافها و كان الماء يملئ جوفها بارتفاع متر تقريبا كما كانت اثنتان من مضخاتها قد اختفت , و لكن من ناحية أخرى فأن مستوى الماء في السفينة لم يكن يهدد السفينة بالغرق , صحيح انه كان أكثر من المعدل الطبيعي لكن قبطان ذو خبرة طويلة مثل بينيامين بريدج كان يعلم تماما ان هذه الكمية لم تكن تهدد سلامة السفينة و أنها كانت لا تزال صالحة للإبحار , ثم ان تقارير الأرصاد لم تذكر حدوث أي عاصفة خلال الفترة التي أبحرت فيها ماري سليست. و بالإضافة إلى نظرية العاصفة هناك نظريات مشابهة تفترض تعرض السفينة لزلزال أو إعصار أو تسونامي بحري. فيما ذهبت نظرية أخرى إلى الاعتقاد بأن بحارة ماري سليست تمردوا على القبطان , ربما تحت تأثير الخمر , فقتلوه هو و زوجته و طفلته و فروا الى جهة مجهولة , لكن مشكلة هذه النظرية هي ان بحارة ماري سليست كانوا من الأشخاص المعروفين و المشهود لهم بحسن السلوك , كما انه على فرض صحة هذه النظرية فلماذا تركوا السفينة وأغراضهم و حاجياتهم الشخصية في عرض المحيط.

هناك نظرية أخرى هي الأكثر قبولا , و تزعم هذه النظرية ان القبطان بنيامين بريدج لم يكن مرتاحا لنقل حمولة كبيرة من الكحول بسبب خوفه من حدوث تسرب يؤدي إلى انفجار مدمر , و هو بالضبط ما تعتقد النظرية حدوثه , إذ عثر الحمالون على تسعة براميل فارغة عند إنزالهم لحمولة السفينة , و جميع البراميل الفارغة كانت مصنوعة من خشب البلوط الأحمر فيما كانت بقية البراميل مصنوعة من خشب البلوط الأبيض الأكثر قوة و تماسكا , و قد يكون انتشار رائحة الكحول المتسرب من البراميل قد أصاب القبطان بالذعر فشعر ان السفينة على وشك الانفجار لذلك قام على عجل بجمع بعض الأدوات و الأوراق من قمرة القيادة ثم أمر البحارة بإنزال قارب النجاة و صعد الجميع اليه بسرعة , لكن القبطان المتمرس لم ينس ربط قارب النجاة الصغير إلى مؤخرة السفينة بواسطة حبل الشراع الطويل و ذلك للعودة إليها في حالة زوال الخطر و عدم حدوث انفجار , لكن لسوء الحظ يبدو ان القبطان و بحارته و لسبب ما افلتوا الحبل الذي يربطهم بالسفينة فتاهوا في المحيط الواسع حتى ماتوا جوعا و عطشا او ربما انقلب قاربهم الصغير و ابتلعتهم الأمواج.
و رغم منطقية هذه النظرية إلا أنها لم تنجو من الانتقادات , فعلى سبيل المثال لم يذكر أي شخص ممن صعدوا إلى ماري سليست بعد الحادث بأنه شم أي رائحة كحول داخل مخزن السفينة , و بالنسبة للبراميل التسعة الفارغة فهناك احتمال أن يكون شخص ما قد قام بسرقة محتوياتها أثناء توقف السفينة لعدة شهور في مستعمرة جبل طارق أو أثناء نقل الحمولة إلى ايطاليا فيما بعد تحت إمرة قبطان و بحارة جدد.

في الختام قد تسأل عزيزي القارئ عن مصير سفينة ماري سليست بعد الحادث و هل فارقها النحس الذي رافقها لسنوات طويلة ؟ و الجواب هو كلا , فالسفينة على ما يبدو ملعونة و منحوسة منذ أول يوم طفت فيه فوق الماء , ففي رحلة العودة إلى أمريكا بعد الحادثة تعرضت السفينة إلى عاصفة مات على أثرها والد مالك السفينة (صاحب الحصة الأكبر في السفينة) لذلك قرر بيعها و التخلص منها بأي ثمن , و قد باعها بالفعل و بأقل من سعرها الحقيقي بكثير , و في الثلاثة عشر سنة القادمة بيعت ماري سليست من شخص لأخر سبعة عشر مرة , و يبدو ان مالكها الأخير , القبطان جي سي باركر , كان قد اشتراها ليغرقها و يحصل على مال التأمين , و قد نفذ خطته في البحر الكاريبي بالقرب من سواحل هاييتي , إذ حاول إغراقها عن طريق تحميلها بأكثر من طاقتها , لكن المصيبة هي ان ماري سليست رفضت ان تغرق رغم كل محاولات السيد باركر , و في النهاية , و بعد ان فقد أعصابه قرر حرقها , لكنها رفضت ان تغرق أيضا فتركها السيد باركر و هو يلعن اليوم الذي رآها فيه , ثم تقدم إلى شركة التأمين مطالبا بالتعويض و مدعيا غرق السفينة إلا ان الشركة اكتشفت خدعته فالقي به في السجن ثم مات في زنزانته في ظروف غامضة قبل انعقاد محاكمته!! , و بعد الموت المأساوي لمالكها الأخير ظلت ماري سليست قابعة في مكانها لسنوات طويلة , إذ لم يعد احد يرغب بها فتركت حتى تفسخت بالتدريج و ابتلعتها الأمواج أخيرا.
 

بين الواقع و الخيال "هاملت .. الشبح الذي روى تفاصيل مقتله !"

هاملت .. الشبح الذي روى تفاصيل مقتله!

الشبح يروي تفاصيل مؤامرة قتله لأبنه هاملت
في رائعة شكسبير ومسرحيته الشهيرة "هاملت"، يتجلى شبح ملك الدنمارك لأبنه الأمير هاملت ليحدثه عن تفاصيل المكيدة الدنيئة التي أودت بحياته، يخبره عن كيفية قيام أخيه بقتله بالسم أثناء نومه في الحديقة، وعن كيفية استيلاءه على العرش واقترانه بزوجته الملكة – أم هاملت -، ثم يطلب من أبنه أن يثأر له.
تفاصيل المؤامرة الرهيبة التي رواها الشبح لأبنه أصبحت بمثابة المحرك الذي تدور حوله جميع أحداث المسرحية، والتي تنتهي بانتحار حبيبة هاملت ومقتل عمه الغادر وموت أمه الآثمة بالسم، وحتى هاملت نفسه لا ينجو من الموت جراء أصابته بجرح من سيف مسموم.
الجدير بالذكر هو أن أحداث مسرحية "هاملت" ليست حقيقية، وإنما أبدعتها مخيلة وليم شكسبير الخصبة والفذة في القرن السادس عشر، وأجزم بأن معظم القتلة والسفاحين الذين شاهدوا المسرحية عبر العصور قد تنفسوا الصعداء حين علموا في النهاية بأن الأحداث خيالية، إذ تصور عزيزي القارئ ماذا يمكن أن يحدث لو كان بإمكان الأرواح أن تعود حقا إلى عالم الأحياء لتفضح القتلة وتطالب بالانتقام!.

ربما لانخفضت نسبة الجريمة إلى الصفر!.


لكن هذا لا يحدث للأسف، أو هذا ما يظنه معظم الناس، فهم لا يتخيلون أبدا عودة الروح لتتحدث إلى الأحياء عن تفاصيل موتها ومقتلها، اللهم إلا في أفلام الرعب السينمائية كفلم الحاسة السادسة (The Sixth Sense ) الشهير.
غير أنه على عكس هذا التصور الشائع، فقد حدث فعلا، في حالات نادرة وقليلة، أن عادت الروح المقتولة لتغزو أحلام أحبائها وتكشف لهم عن أسرارا خطيرة قادت في النهاية إلى الإيقاع بالقتلة الذين سلبوها الحياة. ربما لا تصدق هذا عزيزي القارئ، ومعك حق بالتأكيد، فأنا نفسي أجد صعوبة في التصديق! .. لكن كيف السبيل إلى إنكار ودحض وقائع وأحداث موثقة في سجلات حكومية رسمية ومدونة بالتفصيل في أضابير المحاكم القضائية.
قضية شبح جرينبراير (Greenbrier Ghost )

إلفا زونا شو .. شبح جرينبراير
لم تكن زونا هيستر شو (Zona Heaster Shue ) تشكو خطبا في صحتها، كانت شابة في مقتبل من العمر لا تعاني من أي مرض أو ضعف، لذا أصبح خبر موتها المفاجئ مثار استغراب أغلب سكان بلدة جرينبراير الريفية الأمريكية، ففي يوم 23 كانون الثاني / يناير عام 1897 عثر على جثتها صبي صغير كان زوجها قد أرسله إلى المنزل في حاجة له، زونا أو السيدة شو كانت ممددة من دون حراك بالقرب من سلم المنزل المؤدي إلى الطابق العلوي، ظنها الصبي فاقدة الوعي فأطلق ساقيه للريح مهرولا نحو منزله ليخبر أمه التي سارعت بدورها في أخبار طبيب البلدة السيد ناب لكي يتبين الأمر.
وصول الطبيب ناب إلى منزل السيدة شو أستغرق قرابة الساعة، وفي هذه الأثناء كان زوجها السيد شو، أو ادوارد كما يسمونه في البلدة، قد قام بحمل جثتها إلى الطابق العلوي فمددها على سرير حجرة النوم ثم قام بتغيير ثيابها فألبسها فستانا أنيقا ذو ياقة طويلة تغطي العنق كله وصولا إلى أسفل الذقن، وقد بدا عمله هذا خارجا عن المألوف، إذ جرت العادة والعرف في ذلك الزمان على أن تترك مهمة تغسيل جثث النساء وتغيير ثيابهن للنساء البالغات من الأقارب والجيران.
الطبيب ناب عاين جثة السيدة شو بوجود زوجها الذي ظل جالسا عند رأسها يبكي بحرقة. وقد تعجل الطبيب في فحص الجثة مراعاة لمشاعر الزوج الذي أبدى حزنا وجزعا كبيرا، كما أن الجثة بدت سليمة وخالية من أي جروح، باستثناء بعض البقع الداكنة التي لمحها الطبيب بصورة خاطفة على الجلد أسفل الذقن لكنه لم يستطع تبين ماهيتها، لأن محاولته أبعاد ياقة الفستان الطويلة لتفحص عنق الجثة أثارت غضب واستياء ادوارد إلى درجة أرعبت الطبيب ناب ودفعته إلى إنهاء عمله ومغادرة المنزل على عجل.

أخبار موت زونا وصلت سريعا إلى مسامع والديها اللذان كانا يقطنان منزلا كبيرا في مزرعة تبعد عدة أميال خارج البلدة، والدتها السيدة ماري جين هيستر، علقت على خبر موتها قائلة : "لقد قام الشيطان بقتلها"، تقصد بذلك زوج أبنتها ادوارد، فالعلاقة بين الزوج وحماته لم تكن على ما يرام منذ اللحظة التي أخبرت فيها زونا والدتها بأنها ستتزوج من هذا الشاب الغريب القادم إلى البلدة مؤخرا والذي أعتاد الناس تسميته ادوارد. لم يكن احد في البلدة يعلم شيئا عن حياته السابقة، لكنه كان شابا لبقا ودمث الأخلاق وطد علاقته مع السكان بسرعة بعد أن وجد لنفسه عملا في محل الحدادة الوحيد في البلدة، وقد تعرفت زونا عليه خلال إحدى المناسبات فأعجبت به أيما أعجاب، وسرعان ما تزوج الاثنان خلال أسابيع قليلة فقط، وهو أمر لم يثر استغراب أحد، فزونا كانت تواقة للزواج من أي رجل، إذ كانت أما عزباء، أنجبت طفلة من علاقة غير شرعية، وهو أمر لم يكن مقبولا ولا مستساغا في ذلك الزمان، وكان سببا في غضب وحنق والدتها منها، فالسيدة هيستر كانت دائمة التشكيك في سلامة قرارات أبنتها، خصوصا قرارها الأخير بالزواج من رجل لا يعرفون عنه أي شيء.

جثة السيدة شو دفنت في مقبرة البلدة، وخلال جنازتها أبدى زوجها تصرفات غريبة عدها البعض في غاية الرعونة، فيما بررها آخرون بحبه المفرط لزوجته الراحلة، فقد أصر على دفن زوجته بالثوب ذو الياقة الطويلة بدعوى كونه ثوبها المفضل، كما قام بتغطية وجهها ورقبتها بخمار أسود طويل ووضع وسادة تحت رأسها معللا تصرفه هذا بالحرص على راحة زوجته الميتة !. وكذلك أظهر حرصا بالغا على ملازمة الكفن خلال الجنازة مانعا أي شخص من الاقتراب من الجثة ومحاولة لمسها.

بعد انتهاء الجنازة بأيام قليلة، أخرجت السيدة هيستر الملاءة التي كانت مفروشة تحت جثة أبنتها في التابوت وأرسلتها إلى ادوارد، لكنه لم يرغب فيها وأعادها إليها، ففكرت السيدة هيستر بالتبرع بها للفقراء، ولهذا الغرض ارتأت غسلها أولا، وقد حدث شيء غريب خلال الغسل، إذ تحول ماء الحوض إلى اللون الأحمر القاني بلون الدم لبرهة قصيرة قبل أن ينكشف ويعود إلى لونه الأصلي، وقد عدت السيدة هيستر هذا الأمر أشارة من العالم الآخر ودليلا قاطعا على أن ابنتها لم تمت بصورة طبيعية وإنما ماتت مقتولة.

السيدة ماري هيستر .. والدة زونا

لمدة أربعة أسابيع، ظلت السيدة هيستر تبتهل إلى الله في كل ليلة لكي يعيد أبنتها أليها للحظات قليلة فقط علها تخبرها عن حقيقة موتها، وفي الليلة التي تلت تلك الأسابيع الأربعة مباشرة، أوت السيدة هيستر إلى حجرة نومها باكرا، أغمضت عينيها واستغرقت في النوم والأحلام سريعا، وخلال الحلم شاهدت نورا باهرا يضيء سقف الحجرة، ثم أنجلى ذلك النور ورأت السيدة هيستر أبنتها زونا تقف عند حافة السرير. حاولت السيدة هيستر أن تنهض لتحتضن أبنتها، لكنها فقدت قدرتها تماما على الحركة والكلام، ظلت مسمرة في سريرها تبكي بحرقة وهي تنظر إلى أبنتها الحبيبة. زونا اقتربت من أمها وجلست عند رأسها في السرير، قبلتها على جبينها ثم مدت يدها الشاحبة لتكفكف دموعها بكل رقة وحنان، ثم راحت تحدثها عن مأساتها، أخبرتها بأن شخصية زوجها ادوارد تبدلت جذريا بعد زواجهما بأسابيع قليلة، اختفى ذلك الشاب المرح المؤدب بالتدريج وحل محله رجل قاس عديم الرحمة أخذ يضربها ويؤذيها لأتفه الأسباب، وفي ليلة مقتلها عاد ادوارد إلى البيت باكرا فقدمت له العشاء، وما أن تناول لقمة أو لقمتين حتى أنفجر غاضبا كالمجنون متهما إياها بأنها لم تضع له لحما كافيا في طبقه، هاجمها كالثور الهائج فأطبق يديه القويتين على رقبتها النحيلة وأعتصرها بكل قوته حتى سحقها تماما، وبعد أن تركها جثة هامدة عاد إلى المائدة مرة أخرى ليكمل عشاءه كأن شيئا لم يكن!.
ولكي تثبت زونا لأمها بأن عنقها مكسورة فعلا، أدارت رأسها دورة كاملة حتى أصبح قفاها محل وجهها، ثم ظهر ذلك النور الباهر مجددا في السقف فأجبر وهجه السيدة هيستر على إغلاق عينها، وحين اختفى النور كانت زونا قد اختفت أيضا.

لمدة أربعة ليالي شاهدت السيدة هيستر ذات الحلم، فأصبحت موقنة من موت أبنتها مقتولة، وعزمت على أن لا تدع القاتل يفلت من العقاب، توجهت إلى مكتب العمدة وأخبرته بحلمها، توسلته أن يقوم بفتح قضية أبنتها مجددا، وبغض النظر عن تصديق العمدة لقصة الحلم من عدمه، فقد وافق الرجل في النهاية على ذلك، خاصة وأن اغلب سكان البلدة كانت تروادهم شكوك قوية حول كيفية موت السيدة شو، كما أن الطبيب ناب أعترف للعمدة بأنه لم يجري فحصا كاملا للجثة، وهو الأمر الذي عده العمدة تقصيرا ونقصا فاضحا في سلامة الإجراءات القانونية المرتبطة بحالات الوفاة المشكوك فيها والتي تتطلب القيام بتشريح كامل. لذا تم تشكيل لجنة برئاسة الطبيب ناب لكي تستخرج جثة زونا من القبر ويتم فحصها وتشريحها مجددا بصورة كاملة.

في 22 شباط / فبراير استخرجت جثة السيدة شو من القبر ونقلت إلى مدرسة قريبة لغرض الفحص والتشريح، ولحسن الحظ ساهمت برودة الشتاء القارصة في الحفاظ على الجثة سليمة لم تمس.
التشريح لم يستغرق وقتا طويلا، إذ تكشفت أبعاد الجريمة المروعة بمجرد أن جردوا الجثة من ثيابها، فقد ظهرت بصمات الزوج مطبوعة بكل وضوح على الرقبة، وتبين بالتشريح بأن الحنجرة كانت مسحوقة تماما كما تعرضت الفقرات العنقية للكسر. وحال الانتهاء من التشريح القي القبض على السيد شو بتهمة قتل زوجته.


صورة نادرة لادوارد مع زوجته
تحقيقات الشرطة في ماضي السيد شو قادت للكشف عن بعض الأسرار الخطيرة التي حرص الرجل على إخفاءها، فزواجه مع زونا، والذي لم يدم سوى لثلاثة أشهر، لم يكن الأول في حياته، إذ سبق له الزواج مرتين قبل ذلك، زواجه الأول انتهى بالطلاق، وقد اتهمته زوجته الأولى بالقسوة المفرطة في تعامله معها، أما الزوجة الثانية فقد ماتت في ظروف غامضة بعد أقل من سنة على الزواج.
العجيب أن السيد شو كان في غاية الانشراح خلال فترة احتجازه، كان يقول لرفاقه في الزنزانة بأن الشرطة لن تستطيع أثبات التهمة عليه أبدا، كما كان يحدثهم عن طموحه بالزواج من سبعة نساء خلال حياته، قائلا بأنه ما يزال شابا صغيرا وبإمكانه تحقيق حلمه بسهولة.

في 22 حزيران / يونيو عام 1897 وقف السيد شو، وأسمه الحقيقي ايراسموس تروت شو، المشهور بادوارد، أمام المحكمة بتهمة قتل زوجته، وكانت حماته السيدة ماري جان هيستر هي الشاهدة الرئيسية في قضيته، وقد حاول محامي الدفاع استغلال قصة الحلم والشبح لإثبات عدم أهلية الشاهدة ولنقض القضية برمتها لأنها بنيت على حيثيات وأسس وهمية لا يمكن أثباتها، لكن السيدة شو لم تتراجع عن قصتها قيد أنملة، أصرت على أن ما شاهدته في الحلم هو حقيقة تدعمها الأدلة والبراهين ونتائج التشريح، ولم تلبث هذه الأم الثكلى أن كسبت تعاطف جميع الحضور، فانتهى قرار هيئة المحلفين إلى إعلان السيد شو مذنبا بتهمة القتل وحكم عليه القاضي بالسجن المؤبد. لكن هذه العقوبة لم تنل رضا سكان البلدة الناقمين، فحاول بعضهم تطبيق العدالة بنفسه، وتوجه جمع منهم نحو سجن البلدة وهم عازمون على أخراج السيد شو من زنزانته وشنقه وسط البلدة، لكن الشريف نجح في تهدئة الحشود الغاضبة وتم نقل السيد شو في اليوم التالي إلى احد السجون الكبيرة في ولاية فرجينيا الغربية حيث قضى هناك ثلاث سنوات قبل أن يموت فجأة جراء أصابته بمرض غامض، وقد تم دفنه في المقبرة اللصيقة لحائط السجن في قبر مجهول الهوية من دون شاهد.
قصة السيدة شو كانت من أعجب وأغرب القضايا في ذلك الزمان، ولتخليد هذه القضية فقد وضعت سلطات ولاية فرجينيا الغربية شاهدا تذكاريا بالقرب من المقبرة التي دفنت فيها السيدة شو كتب عليه الآتي :

"في المقبرة المجاورة دفنت زونا هيستر شو، وفاتها في عام 1897 سجلت على أنها طبيعية حتى ظهرت روحها لوالدتها لتصف لها كيف تعرضت للقتل على يد زوجها ادوارد. وقد أثبت التشريح حقيقة ما قالته. فوجد ادوارد مذنبا وتم الحكم عليه بالسجن. وهذه هي القضية الوحيدة المعروفة التي ساهمت فيها شهادة شبح في أثبات جريمة قتل".

هل هناك تفسير منطقي لهذه القصة ؟

كعادتنا في قصص من هذا النوع، نحاول أن نجد تفسيرا منطقيا للأحداث بدل الاعتماد كليا على التفسيرات الغيبية والماورائية، وأحداث قصتنا هذه، برغم كونها موثقة في سجلات حكومية رسمية، لم تنجو من التشكيك والانتقاد، فهناك من يرى بأن السيدة ماري هيستر كانت واثقة من أن أبنتها ماتت مقتولة منذ أول لحظة سمعت فيها خبر وفاتها، أي قبل قصة الحلم والشبح بقرابة الشهر، وجاءت قضية غسل الملاءة وتغير لون الماء لتجعلها أكثر يقينا حول النهاية المأساوية لأبنتها، وقضية الملاءة قابلة للتفسير، فادوارد كان حدادا، لذا لا عجب أن تكون الملاءة التي تغطي سرير نومه مشبعة بأكسيد الحديد، وهذا يفسر تغيير لون الماء وتكدره عند غسل الملاءة، لكن السيدة هيستر لم تفطن لهذه الحقيقة العلمية بالطبع، ولا يستبعد أن تكون لفقت عن قصد قصة الحلم بالكامل للإيقاع بزوج أبنتها بعد أن أيقنت بأنه القاتل، أو أن يكون الضغط النفسي الذي ولدته الشكوك والهواجس المتعلقة بطريقة موت أبنتها قد تراكم في عقلها الباطن إلى درجة الهذيان والوهم فجعلها تتخيل رؤية أبنتها والحديث معها.

يبقى هناك لغز واحد، فحتى لو افترضنا جدلا بأن السيدة هيستر لفقت قصة الحلم بالكامل، وهو أمر لا أستبعده أنا شخصيا، لكن المحير في قصتها هو كيف علمت بأن أبنتها ماتت خنقا وبأن رقبتها كانت مكسورة ؟!.

ما رأيك أنت عزيزي القارئ ؟ هل تصدق بحقيقة هذه القصة وهل تؤمن بأن الأموات ممكن فعلا أن يتصلوا بالأحياء عن طريق الأحلام ؟ هل مررت بتجربة مماثلة ؟ أم تراك تنكر إمكانية حدوث ذلك جملتا وتفصيلا ؟.

الخميس، 30 يناير 2014

بين الواقع و الخيال ” شعب النعامة “

” شعب النعامة “




لفادوما “Vadoma “ هي قبيلة تعيش في شمال زيمبابوي، وخاصة في المناطق Urungwe وSipolilo على وادي نهر زامبيزي. ولديهم اتصالات قليلة مع غالبية البانتو.





وهناك أقلية كبيرة من هذه القبيلة لديهم حالة وراثية نادرة تعرف باسم انعدام الأصابع حيث تغيب الثلاث أصابع التي في منتصف القدم والأصبعين الخارجين منحنية للداخل ، مما أدى إلى تسمية هذه القبليه قبيلة باسم ” ذو الأصبعين ” أو ” أقدام النعامة ” . تعتبر هذه الحالة ورائية جسمية ناتجة عن طفرة في الكروموسوم 7 . تظهر هذه الحالة على شخص واحد لكل أربعة أشخاص .



بعض النمادج فيي الصور


هؤلاء الناس يعيشون حياتهم بشكل طبيعي ولا يعتبر لديهم أي نوع من حالات الإعاقة كما أنهم مندمجين بشكل جيد ورائع في القبيلة ، حالة أقدامهم تساعد هؤلاء الناس على تسلق الأشجار .
قانون البلد أوجب عليهم الزواج من بعضهم فقط ، إن هذه الأثار الجينية من عيوب وراثية وطفرات كان سببها الأول زواج الأقارب والذي بقي إلى الأن نتيجة قوانين القبيلة ، والتي بالتالي حافظت على حالة إنعدام الأصابع.





المتطفل --> الصفحة ( 3 ) <--


الحلقة 3 من سلسلة المتطفل سلسلة كوميدية و دراماتيكية خيالية ، تجري مراحلها بين الرباط و اكادير، حول شاب يحكي حكاية ساير اقاعها ، فكانت نتيجتها مدهشة ، القصة طريقة سردها عربية لكن ما يدور بمخيلة الراوي باللغة الدارجة المغربية ، محاولا خلق مزيج كوميدي  حكواتي ممتع ، قراءة ممتعة :

عدد صفحاتها "سري" لقد سبق ان كتبت هذه القصة لكن قمت بتطويرها بشكل افضل .




العنوان الطريق الى اكادير 

" هذه الدنيا كتاب انت فيه الفكرُ ... هذه الدنيا ليال انت فيها العمرُ ... هذه الدنيا عيونٌ انت فيها البصرُ ... هذه الدنيا سماءٌ انت فيها القمرُ " بين كلمات ام كلثوم كنت اسبح في عالم الاستمتاع بجمالية الرحلة نحو اكادير مدينة الانوار و الهدوء و راحة البال ، طريق طويلة لكنها غير مملة ، مليئة بالطبيعة الخضراء (ولفت كولشي رمادي ، الطريق ، العمارات ، طوموبيلات ...)  و الاجمل اننا نسافر في عالم من الطرب الاصيل ام كلثوم و عبد الحليم حافظ ، كنت استمتع مع خالتي اتناء الرحلة و نردد الاغاني بصوت عال ، كانت رحلة مجنونة جدا فخالتي امراة منفتحة ، بشوشة ، حنينة ، قوية (كانتمنى تكون مراتي كاتشبه ليها) ، حتى انني اكون سعيدا عندما اكون مسافرا معها ، وصلنا الى احدى محطات الاستراحة في الطريق السيار بين الدار البيضاء و مراكش ، ثم اخدنا مكاننا في المقهى امام هضبة صفراء و جو يميل الى الحرارة تدريجيا ( جهنم هاد مراكش ).

بينما انا انتظر طلبيتي كنت اتامل الطبيعة بهدوء كامل ، و كل ما مر امامي في الماضي استرجعه ، كلها ذكريات رائعة جدا، و في لحظة قصيرة ابتسمت قليل لاني تذكرت ما جرى في الشاطئ و ما ان بدلت الموضوع حتى رن هاتفي فجاة ، انه رقم جديد ليس في لائحة ارقامي استغربت من يكون يا ترى ؟ ( شكون لي مصدعني هاد الساعة )، اجبت قائلا بادب و حشمة : 
- الو ... السلام عليكم ...
- و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته اهلا دكتور ( دكتور !!!!!! ).
- ( جاوبتو ... ) اسف اخي الرقم خاطئ ....
- لا انا متيقن انك ذلك الدكتور الذي التقيناه الامس ...
لم يكمل جملته ، فاصابتني الصدمة ( اوووواه هو و لا ماشي هو !!) لم اجد الكلمات ، حتى خالتي اندهشت لتحول شخصيتي ( كنت بكوص و ليت صفر ، لا خضر ، لا لا كــحل !!؟) ، حاولت استجماع قوتي و رفع من همتي ( حيت و ليت دكتور !!) ، لقد كان ذلك الرجل الذي التقيته بالشاطئ مع زوجته ، لم اكن مستعدا للمواجهة و الاعتراف بالخطا ،لكنني مجبر على الاعتذار الان :
- اسف اخي ، انا الان في عطلة و مسافر الى .... ( مخلانيش نكمل الهدرة !!)
- ضروري يا دكتور ان اراك حتى و ان كنت في ابعد نقطة ، فزوجتي مصرة على لقائك في القريب العاجل . ( اااو هذا شدني من كول بلاصة !!) 
- يا اخي انا متوجه الان الى اكادير ....
- ساراك في امان الله بعد غد ان شاء ( تعجبت و الله حتى تعجبت !!)



قطع الخط و تركني مرتبكا جدا ، و متعجب الى حد الغليان ، القشعريرة في كل مكان من جسمي ، عندما رجعت الى مكاني في المقهى ، شعرت خالتي بشئ غريب حصل لي ، فحاولت معرفته لكنني ضللنها ، و قلت لها :
- انها صديقتي ... عفوا صديقي ( ما بقيت عارف مانكول !!).
منذ تلك اللحظة و لم تتركني خالتي من اسئلتها حول صديقتي كيف هي ؟ هل هي جميلة ؟ الخ ( شدات فيَ مزيــــــان !!) 
قبل ان نكمل طريقنا الى اكادير اتصلت به مرة اخرى و اخبرته - بعد ان فكرت كثيرا و استنتجت انني  مجرد متطفل -انني موافق على لقائهما واعطيته حتى العنوان ( معرفتش علاش ) لكن بشرط واحد ان يكون الامر سرا .
.
يتبع ...



عادل نداء 

بين الواقع و الخيال "عرق من البشر, من دون رؤوس ووجوههم في صدورهم"

عرق من البشر, من دون رؤوس ووجوههم في صدورهم




عرق من البشر, من دون رؤوس ووجوههم في صدورهم.
نعم, أمم من الناس وجوههم في صدورهم, أين ذهبت هذه الأمم التي كانت لها حضارة بأمريكا الجنوبية في يومً من الأيام ؟؟
هل فتن مثلما فنى أمم وشعوب الهنود الحمر ؟؟
هل كانت لهم حضارة ؟؟ هل كانوا بدائيين أم شعوب مثقف ؟؟


ربما يستغرب الناس من حقيقة وجود هذه الأمم ألا أن التاريخ قد أكد وجودها ولك الحقائق والبراهين ...




الوثائق العثمانية الدالة على وجود هذة الأمم

لقد ذكر الشيخ الجغرافي العلامة العثماني العظيم محيي الدين أبن محمد الريس الذي تـ عام 962 هـ الذي أكتشف أمريكا قبل أن يكتشفها الأوربيون والأسبان..قد ذكر في خرائطة أن بأمريكا الجنوبية((أمم من الناس وجوههم في صدورهم وليس لهم رؤؤس وطول الواحد منهم سبع أشبار وبين عينيه مسافة شبر وهم غير مؤذون وأمم أخرى وجوههم وجوه الثعالب والكلاب )).. وأما ألأمم التي رؤوسسهم في وجوههم فيسمون عند الأوربيين والغرب بالبيليميين Blemmyae وهم قبيلة من القبائل أنتشر خبرها عند الغرب يقال أنهم يأكلون البشر ويقال أن هذه القبيلة انقرضت من ألأمريكيتين وليس لها أية وجود الأن وربما لهم وجود في عالم جوف الأرض الداخلي العظيم ..



إقرأ المزيد عن خريطة بيري ريس وحقيقة إكتشاف أمريكا

وليس الغرب فقط من ذكر الأمم التي وجووههم في صدورهم .. بل ذكرهم العرب فقد قال العلامة زكريا القزويني في كتابه كتاب (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) في قسم – أمم غريبة الأشكال – قال منها - أمة (منسك) وهم في جهة المشرق لهم أذان مثل أذان الفيلة وكل أذن مثل كساء(وهم الذين طولهم وعرضهم سواء) –ومنها- أمة في جزائر البحر وجوههم مثل وجوه الكلاب وسائر بدنهم كبدن الناس يتقوتون بثمار الأشجار وأن وجدوا شيئا من الحيوانات أكلوه –ومنها- أمة لا رأس لأبدانهم وأفواههم وعيونهم على صدورهم ))...

وقد ذكر خبر هذه الأمم التي لا رؤوس لأبدانهم أيضا في كتاب (المعارف) وقال: (( ثم ملك التُبع العبد بن أبرهة وهو ذو الأذعار سمي بذلك لأنه كان غزا بلاد النسناس فقتل منهم مقتله عظيمة ورجع إلى اليمن من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم فذعر الناس منهم فسمي ذا الأذعار وكان هذا في حياة أبيه فلما ملك أصابه الفالج فذهب شقه قبل غزوه وكان ملكه خمسا وعشرين سنة )) ..








ويرجح ان هذه الامم التي لا نعرف عنها شيئ, هي من الامم التي افناها الغزو الاوربي التدميري
كمثل ما فنا الهنود الحمر وغيرهم من الامم المسكينه من المتوحشين الاوربيين..






هذه من الأمم البشرية الشبه منقرضة من على سطح الارض وربما لها وجودها بالعالم الداخلي, عالم جوف الارض .


الأربعاء، 29 يناير 2014

بين الواقع و الخيال "جزيرة الدمى المسكونة"

           جزيرة الدمى المسكونة

هناك الكثير من الجزر العجيبة والغامضة والمخيفة حول العالم، البعض منها حقيقي، والبعض الآخر من وحي الخيال .. هناك مثلا جزر آكلي لحوم البشر وقاطعي الرؤوس البشرية في المحيط الهادي، وهناك جزر الفصح حيث تصطف الأصنام العملاقة وهي ترمق السماء بلا كلل كأنها تنتظر عودة أحدهم .. ربما من كوكب آخر! .. وهناك جزيرة الجماجم الأسطورية حيث يتصارع الغوريلا العملاق كنغ كونغ مع الديناصورات المفترسة من أجل عيون حبيبته البشرية الشقراء، ولا ننسى أيضا جزيرة الكنز حيث يحاول القرصان المرح جاك سبارو أن يتملص من قبضة زملاءه القراصنة الأشباح! .. هناك الكثير من هذه الجزر الغامضة التي يحتمل أن تكونوا قد سمعتم أو قرأتم عنها، أو ربما شاهدتموها من على شاشات التلفاز والسينما. لكني أكاد أجزم بأن العديد منكم لم يسمع قبلا عن جزيرة الدمى (La Isla De Las Mu&ntilde;ecas ) .. حيث للأشجار عيون، وللأغصان آذان، وللجذوع أفواه!.
جزيرة من صنع البشر 


صورة توضح كيفية إنشاء الجزر من قبل قدماء الأزتيك ..

في المكسيك، إلى الجنوب من العاصمة مكسيكو سيتي، تنتشر مجموعة من البحيرات التي لعبت عبر التاريخ دورا حيويا وكبيرا في نشوء بعض أعظم الحضارات التي قامت على أرض وادي المكسيك، كحضارة التولتيك والأزتيك.
إحدى هذه البحيرات تدعى سوتيميلكو (Xochimilco ) وتمتاز بعذوبة مياهها وبمئات الجزر الصناعية الصغيرة التي تغطي صفحتها. ففي العهود القديمة، قبل وصول الغزاة الأسبان بزمن طويل، أخترع مزارعو الأزتيك طريقة جديدة لتنمية المحاصيل، فكانوا يصنعون طوفا كبيرا يملئونه بالتراب ثم يسحبونه إلى مياه البحيرة الضحلة ويثبتوه بجذوع الأشجار، وكانوا يستخدمون هذه الأطواف للزراعة حتى يبلى قاعها فتغرق في مياه البحيرة من تلقاء نفسها فيصنعون طوفا آخر محلها، وبمرور الزمن، وبتكدس هذه الأطواف بعضها فوق البعض الآخر، ظهرت مئات الجزر الصناعية في البحيرة، وتشكلت بينها آلاف الأنهر والقنوات الضيقة والمتقاطعة التي حولت الجزيرة إلى ما يشبه مدينة البندقية الايطالية. 


تحولت الى اماكن للترفيه والسكن ..

ولقرون طويلة اعتبرت تلك الجزر العائمة بمثابة سلة غذاء إمبراطورية الأزتيك العظيمة، لكنها فقدت أهميتها، وطوى الإهمال والنسيان العديد منها مع وصول المستعمرين الأسبان الذين جلبوا معهم أساليب زراعية مختلفة عن تلك التي عرفها الأزتيك. وه تحولت تلك الجزر بالتدريج إلى أماكن للسكن وللسياحة والترفيه، فبنيت فوقها المنازل والعمائر وملاعب الكرة ومدن الألعاب والملاهي. والقليل منها فقط هي التي احتفظت بطابعها الزراعي.
جزيرة الدمى 


الدمى معلقة على الأشجار في جميع أرجاء الجزيرة ..

قبل عقد من الزمان شرعت الحكومة المكسيكية بحملة كبيرة للقضاء على نبات زنبق الماء الذي أصبح وجوده يشكل عائقا كبيرا للملاحة في أنهار وقنوات البحيرة، وخلال تلك الحملة أكتشف العمال الحكوميين عن طريق الصدفة جزيرة صغيرة معزولة وسط البحيرة، وقد أثارت هذه الجزيرة رعبا لا يوصف في نفوسهم بسبب المنظر الرهيب لمئات الدمى والعرائس المصلوبة على جذوع وأغصان الأشجار التي تغطي أرض تلك الجزيرة الرهيبة.
كان منظرا مروعا بحق .. منظر قد لا يتخيل المرء رؤيته إلا في الكوابيس وأفلام الرعب السينمائية.


لا يتوقع الانسان رؤية ه مناظر سوى في الكوابيس والأحلام ..

وخلال أسابيع قليلة انتشرت أخبار تلك الجزيرة في عموم المكسيك فتسابق الصحفيون ومراسلو الصحافة والتلفزيون للوصول إليها، وفي خضم هذا الهوس راح الجميع يسأل بفضول عن القصة التي تقف وراء دمى الجزيرة، وبسؤال السكان والمزارعين المجاورين للجزيرة بدأت تتكشف رويدا رويدا وقائع قصة لا تصدق.
سر الفتاة الغارقة 


زورق صغير ينساب بهدوء فوق المياه الراكدة ..

في عشرينيات القرن الماضي، تحديدا في صباح يوم ربيعي مشمس وجميل، كان هناك زورق صغير ينساب بهدوء على صفحة المياه الراكدة بالقرب من ضفاف جزيرة الدمى، كان الزورق يقل عائلة صغيرة، رجل وزوجته مع أبنتهم الصغيرة، كانوا في نزهة وقد بدت السعادة على وجوههم، خصوصا البنت الصغيرة التي كانت ترتدي ثوبا أبيض جميل مزين بشرائط مزركشة طويلة وكانت تجلس بهدوء بالقرب من مؤخرة الزورق وهي تلعب وتضحك مع دميتها الشقراء الجميلة التي كان والدها قد أهداها لها في عيد ميلادها الأخير. 


ارادت التقاط زنبقة ماء ..

وفيما كان والدا الفتاة مشغولان بالحديث والتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة والخلابة المنتشرة على طول القناة، كانت أبنتهما قد تركت دميتها جانبا وانحنت فوق طرف القارب في محاولة منها للامساك بزنبقة جميلة كانت تطفو فوق سطح الماء، وفجأة أختل توازن البنت فسقطت في المياه، ولم يشعر والديها بسقوطها إلى بعد أن سمعا صوت ارتطام جسدها بالماء، فقفز والدها سريعا إلى المياه في محاولة لإنقاذها فيما راحت الأم تصرخ وتولول .. الأب غاص في المياه مرارا وتكرارا حتى تقطعت أنفاسه وكاد هو نفسه أن يغرق .. لكن من دون جدوى .. كانت الفتاة قد اختفت تماما ولم يعثروا لها على أثر، حتى الغواصين المحترفين لم يستطيعوا العثور على جثة الفتاة .. اختفت إلى الأبد .. تاركة خلفها دميتها الجميلة ووالدين مكلومي الفؤاد. ومنذ ذلك الحين شاعت أسطورة مخيفة بين السكان المحليين عن فتاة صغيرة تتجول ليلا بين الجزر بحثا عن دميتها الجميلة التي تركتها في الزورق مع والديها.
العجوز غريب الأطوار 


دون جوليان .. رجل غريب الأطوار ..

لعقود طويلة لم يكن في الجزيرة سوى كوخ واحد، ولم يسكن فيها سوى رجل واحد، كان يدعى جوليان سانتانا باريرا، وقد عرفه الناس في المنطقة بأسم دون جوليان. كان غريب الأطوار، لديه زوجة وأطفال في المدينة لكنه هجرهم منذ زمن بعيد وجاء ليعيش وحيدا في هذه الجزيرة المنعزلة، وقد قيل الكثير حول سبب بقاء دون جوليان وحيدا في الجزيرة .. لكن السبب الحقيقي قد يبقى سرا لا يعلمه سوى الله ..
يقال بأن القصة كلها بدأت قبل أكثر من نصف قرن، تحديدا في عام 1950، حينها كان دون جوليان شابا أنيقا لديه عائلة و وظيفة محترمة في المدينة، وكان يزور الجزيرة من حين لآخر لصلة قرابة تجمعه بأصحابها الأصليين. وفي أحد الأيام، بينما كان واقفا لوحده على ضفاف الجزيرة يتأمل المياه، تماما في البقعة التي غرقت فيها الفتاة قبل سنين طويلة، تعلقت عيناه فجأة بطيف باهت لفتاة صغيرة يتهادى جسدها بهدوء تحت الماء، كان ثوبها الأبيض ذو الشرائط المزركشة الطويلة يتموج بوضوح تحت الماء، لكنها لم تكن تطفو، بدت وكأنها عالقة بشيء ما يمسك بجسدها ويبقيه تحت سطح الماء. دون جوليان ظن لوهلة بأن الفتاة ميتة، لكنه بدل رأيه حين أقترب وجه الفتاة من السطح إلى درجة ***** لرؤية ملامحها، فقد بدت كأنها حية، كانت عيناها مفتوحتان على وسعها، وكانت تنظر إلى دون جوليان بغرابة، فقفز الرجل إلى الماء على الفور ظنا بأنها ما زالت على قيد الحياة .. 


قفز الى الماء لإنقاذ الفتاة ..

لكن ما سحبه دون جوليان من تحت الماء، بعد جهد جهيد، لم يكن سوى دمية أطفال! .. عروسة جميلة ذات عيون زرقاء وشعر أشقر طويل.
دون جوليان كاد أن يفقد صوابه، كان متأكدا بأنه شاهد فتاة حقيقية من لحم ودم تعوم بالقرب من سطح الماء، لكن يداه لم تقع سوى على دمية من المطاط! .. وقد زادت حيرة الرجل بعدما أخبره أحد المزارعين لاحقا بقصة الفتاة التي غرقت في تلك البقعة في عشرينيات القرن المنصرم والتي لم يعثروا على جسدها أبدا. فأيقن دون جوليان بأن ما رآه في الماء لم يكن سوى شبح تلك الفتاة الغارقة وبأن الدمية هي علامة ودليل على صدق ما رآه. 


كوخ دون جوليان على الجزيرة ..

دون جوليان عاد إلى منزله في المدينة في مساء ذلك اليوم، لكنه لم يكن نفس ذلك الشخص الذي غادره صباحا، لم يعد يضحك ويلعب مع أطفاله كما كان يفعل سابقا، أصبح واجما وقليل الكلام، أخذت صورة الفتاة الغريقة تقض مضجعه، كلما أغمض جفنه طالعته عيونها وهي تحدق أليه من تحت سطح الماء، كأنها تحدثه وتصرخ فيه متوسلة بأن يعود إلى الجزيرة.
وفي صباح أحد الأيام غادر دون جوليان منزله في المدينة ولم يعد أليه ثانية أبدا، ترك كل شيء خلفه، عائلته ووظيفته، وذهب ليعيش وحيدا في تلك الجزيرة الموحشة.


أخذ يعثر على الدمى في القناة ويعلقها على الأشجار ..

في كل يوم، كان دون جوليان يلتقط دمية جديدة في نفس تلك البقعة التي شاهد فيها جثة الفتاة الغارقة، كان يأخذ الدمى ليعلقها على أغصان وجذوع الأشجار .. وبلغ هوسه بالدمى حدا جعله يذهب إلى المدينة يوميا ليبحث في سلال القمامة والنفايات عن بقايا الدمى القديمة، وأحيانا كان يقايض بعض الثمار والخضروات التي يزرعها في جزيرته بالدمى القديمة، ولم يكن يهتم كثيرا لحال الدمى التي يحصل عليها، كان يأخذها حتى لو كانت مقطعة الأوصال وممزقة، حتى لو كانت عبارة عن رأس أو يد أو بطن فقط .. كان يأخذها معه ليطرز بها أشجار جزيرته العجيبة. 


بمرور الأيام تحولت الى معرض كبير للدمى ..

وبمرور الأيام والسنين، تحولت الجزيرة إلى معرض كبير للدمى، ففي كل ركن من أركانها، وعلى كل شجرة، كانت هناك دمى وعرائس تحدق بالغادين والرائحين من ركاب الزوارق المارة بالقنوات والأنهر المحيطة بالجزيرة، كانت تحدق كأنها تبحث وتفتش في الوجوه، علها تعثر على أصحابها، على أولئك الأطفال الصغار الذين كانوا يدللونها في يوم من الأيام .. فكل واحد منا عزيزي القارئ .. كان له في طفولته دمية وعروس .. كانت رفيقة ليله ونهاره .. يلاعبها .. يحادثها .. يقبلها .. تغفو دموعه وضحكاته على صدرها .. 


كانت الأنيس والونيس .. أفضل رفيق وأجمل صديق ..

كانت الأنيس والونيس .. أفضل رفيق وأجمل الصديق .. 
لكن الإنسان قليل الوفاء بطبعه، ميال للنسيان والجفاء بطبيعته .. فقليلون هم أولئك الذين يحتفظون بدماهم بعد أن يجاوزوا سن الطفولة والصبى، قليلون هم أولئك الذين يبقونها في غرفهم بالقرب من أسرتهم الدافئة .. قليلون هم أولئك الذين ينفضون عنها غبار الأيام والسنين .. نعم قليلون .. ونادرون .. ربما بندرة أولئك الذين يحفظون العهود ويصونون الوعود .. 
فهل فكرت يوما عزيزي القارئ عن مصير دميتك .. رفيقة طفولتك .. هل فكرت ماذا حصل لها بعد أن نبذتها ؟ .. إلى أين انتهى بها المصير بعد أن تركتها ؟ .. أنظر إلى الصور المرفقة مع هذا المقال جيدا .. فمن يدري .. ربما تكون مصلوبة على أحد أغصان شجيرات دون جوليان! ..
العجوز يرحل أخيرا 


رحل تاركا وراءه واحدة من أغرب الجزر في العالم ..

في عام 2001، تم العثور على جثة دون جوليان طافية على سطح الماء في نفس البقعة التي شاهد فيها طيف الفتاة الغارقة قبل نصف قرن من الزمان. لا احد يعلم على وجه الدقة كيف ولماذا مات دون جوليان، لكنه رحل تاركا وراءه واحدة من أغرب الجزر في العالم وأكثرها كآبة.
بعض المزارعين والسكان القريبين من جزيرة دون جوليان راحوا ينشرون قصصا غريبة عن دمى الجزيرة، قالوا بأنها تحدق بهم بغرابة أثناء مرورهم بالزوارق بمحاذاة الجزيرة، وأقسم بعضهم على أن الدمى كانت تتهامس فيما بينها، وأن البعض منها كانت تومئ إليهم وتدعوهم للقدوم إلى الجزيرة!.


تتهامس فيما بينها .. أنظر الى الدمية في الوسط .. يقولون بأنها كانت شقراء .. لقد أبيض شعرها !! ..

دون جوليان نفسه أخبر الناس خلال حياته بأنه يجمع الدمى ويعلقها على الأشجار ليبعد الأرواح الشريرة وليهدئ من روع تلك الفتاة الصغيرة التي غرقت بالقرب من الجزيرة قبل سنوات طويلة، قال بأن تلك الدمى حية وليست مجرد جماد كما يظن معظم الناس، وبأنها تشعر بغضب شديد بسبب نبذها وهجرها من قبل أصحابها، ولهذا السبب فهي تنزل عن الأشجار ليلا لتطارد وتقتل أي شيء يتحرك فوق سطح الجزيرة، لا بل أن الكثير من الناس قالوا بأن الدمى هي التي قامت بإغراق وقتل دون جوليان في النهاية بعد أن أقعدته الشيخوخة ولم يعد قادرا على جلب المزيد من الدمى!. 


هل تلبس عفريت الفتاة الغارقة بدون جوليان ..

هناك آخرون يقولون بأن عفريت الفتاة الغارقة تلبس بدون جوليان أثناء إحدى زياراته للجزيرة، وأن عفريت الفتاة هو الذي دفعه للعيش وحيدا هناك طوال خمسين عاما. وهناك من يزعم بأن الفتاة لم تغرق أصلا في مياه القناة، وأن القصة الحقيقية مغايرة تماما لما يتداوله الناس عنها، وأن دون جوليان هو الذي قام في الحقيقة باغتصابها وقتلها بعد أن شاهدها تلعب لوحدها على أحدى الجزر المجاورة، وبأنه شعر بالندم لاحقا لقتلها، ودفعه تأنيب الضمير إلى هجر عائلته، وراح يجمع الدمى ويعلقها في أرجاء الجزيرة كنوع من الاحترام لروح ضحيته وتكفيرا عن ذنبه.


هل كان دون جوليان مجرد رجل مجنون ؟ ..

وبعيدا عن كل هذا القيل والقال .. الذي تمتزج فيه الحقيقة بالخيال .. فأن هناك من يرى ببساطة أن دون جوليان لم يكن سوى رجل مجنون دفعته هلاوسه وتخيلاته المريضة إلى جمع كل تلك الدمى وتعليقها على الأشجار.
قبلة للسياح 


هل هي مجرد دمى ؟ ..

جزيرة دون جوليان ظلت منسية لسنوات طويلة، لكنها فجأة، ما بين ليلة وضحاها، تحولت إلى قبلة للسياح وتقاطر الناس إليها زرافات زرافات لرؤية الدمى والتعرف عن كثب على قصة دون جوليان العجيبة. وقد شعر أغلب زائري الجزيرة بنوع من الكآبة وعدم الراحة ما أن خطت أقدامهم أرضها، فمئات العيون الصغيرة كانت تراقبهم وتتفحصهم بدقة، أينما أداروا وجوههم كانت هناك رؤوس بشعة تحدق إليهم، فبعد سنوات من التعرض لأشعة الشمس والرياح والأمطار تحولت العديد من دمى الجزيرة إلى مسوخ مرعبة يمكن أن تدخل الخوف إلى قلب أشجع الرجال. 
هذا حال الجزيرة في النهار، أما في الليل، فلا يجرأ احد على دخولها، ولا يسمع فوقها سوى دبيب أرجل صغيرة تتقافز وتركض هنا وهناك بحثا عن فريسة جديدة .. عن أولئك الذين نبذوا دماهم وعرائسهم وتركوها وحيدة ..

الثلاثاء، 28 يناير 2014

لغز حكاية عازف المزمار السحري

    لغز حكاية عازف المزمار السحري
للطفولة طعم خاص، كل شيء فيها يكون جديدا وجميلا وجديرا بالاستكشاف، الوجوه والشوارع والروائح والأكلات .. كل شيء .. أنا شخصيا أتذكر أيام الطفولة بشيء من الحنين المشوب بالحزن .. أتذكر كم كنا أبرياء وطاهرين .. أتذكر بنت الجيران، صديقتي الجميلة، التي كنت العب معها في كل حين، ثم كبرنا فجأة وصار ممنوعا أن أراها وأحادثها .. أتذكر كم كانت الليالي ساحرة. وكم كانت السماء صافية. وكم كانت رائحة جدتي زكية حين تضمني في ليالي الشتاء الباردة لتروي لي حكاياتها الأسطورية عن الشاطر حسن وقمر الزمان وعلي بابا .. تلك الحكايات الجميلة التي قد نحسبها مجرد خرافات بالية أكل الدهر عليها وشرب. لكننا لو فتشنا في شخوصها جيدا، وبحثنا في تفاصيلها بعناية، لعثرنا حتما على شيء من الواقعية المتوارية وراء حجب الخيال المسدلة. تماما كما هو الحال مع حكايتنا هذه التي سنحملك فيها عزيزي القارئ إلى مدينة هاملن الألمانية لنفتش معا عن أطفالها الصغار الذين لف الغموض مصيرهم لقرون من الزمان.
                          الواقع والخيال
                         

                                     عازف المزمار يقود الأطفال الى خارج المدينة

عازف المزمار من هاملن (Pied Piper of Hamelin ) هي حكاية من التراث الألماني نالت قسطا وافرا من الشهرة العالمية بعد أن كتب ونظم عنها أدباء وشعراء كبار أمثال جوته والأخوان غريم والشاعر روبرت براوننغ. وهي في مجملها لا تختلف كثيرا عن غيرها من الحكايات الشعبية التي تعتمد على السحر والخوارق للقفز فوق أسوار الممكن والمعقول. ولا أحسب بأن قارئها للمرة الأولى سيرى فيها أكثر من مجرد حكاية خرافية تنطوي على شيء من الموعظة التي تدور حول عاقبة البخل والنكث بالعهود، بيد أن هذا الانطباع الأولي قد لا يكون صادقا تماما، فالحكاية بحسب بعض الوثائق التاريخية ليست مجرد خرافة وخيال، لكنها انعكاس باهت ومشوش لوقائع جرت بالفعل قبل قرون بعيدة، وقائع تبعثرت وضاعت مجرياتها وتفاصيلها تحت عجلة الزمن التي لا تتوقف أبدا عن الدوران فلم يتبق منها في النهاية سوى شظايا مبعثرة سنحاول جمعها معا في هذه المقالة .. لكن دعونا نطلع على تفاصيل الحكاية أولا ..

حكاية عازف المزمار

الواقع والخيال
عازف المزمار يقود الجرذان الى النهر لكي تغرق في مياهه
القصة باختصار تتحدث عن مدينة هاملن الألمانية الواقعة على ضفاف نهر فيسر والتي غزتها الجرذان فجأة بأعداد كبيرة حتى ضاق السكان ذرعا بها وأوشكوا بسببها على ترك منازلهم والهجرة إلى مدن أخرى بعد أن فشلت جميع محاولاتهم في التخلص منها. وفي مسعى أخير لإنقاذ المدينة أعلن رئيس بلديتها عن مكافأة قدرها 1000 قطعة ذهبية تقدمها المدينة فورا لكل من يستطيع تخليصها من أسراب الجرذان الغازية. ولم يمض وقت طويل على هذا الإعلان السخي حتى ظهر عازف مزمار غريب يرتدي ملابس المهرجين زعم بأنه قادر على تخليص المدينة من جرذانها بواسطة ألحان مزماره السحري.

سكان هاملن سخروا في بادئ الأمر من إدعاءات الرجل، لكن سرعان ما عقدت الدهشة ألسنتهم حين شاهدوا الجرذان الكريهة وهي تغادر جحورها بالجملة على وقع الألحان السحرية لتمضي جميعها خلف عازف المزمار الذي قادها نحو ضفة نهر كبير خارج المدينة وجعلها تقفز إلى مياهه لتغرق عن بكرة أبيها.
وبعد قضاءه المبرم على الجرذان عاد عازف المزمار إلى المدينة مطالبا بمكافأته، لكن سكان هاملن الجاحدين تنكروا لوعودهم السابقة ورفضوا أن يعطوه حتى ولو قطعة ذهبية واحدة، وليتهم أكتفوا بذلك، بل كادوا أن يزجوا به في السجن بتهمة الشعوذة وممارسة السحر. وإزاء هذا الغدر والجحود قرر عازف المزمار أن ينتقم منهم شر انتقام، فعاد في صباح اليوم التالي بينما كان جميع الرجال والنساء مجتمعين معا في دور العبادة احتفالا بأحد الأعياد الدينية، وقف عند بوابة المدينة وبدأ يعزف ألحانه السحرية من جديد، وهذه المرة كان لتلك الألحان وقعا وأثرا سحريا عجيبا على أطفال هاملن الذين ما أن التقطت آذانهم الصغيرة تلك الموسيقى الشجية حتى تركوا منازلهم وهرولوا نحو عازف المزمار لا يلوون على شيء، وتماما كما حدث مع الجرذان، فقد قاد عازف المزمار الأطفال إلى خارج المدينة، لكنه لم يلقي بهم في النهر بالطبع، وإنما آخذهم معه إلى داخل جبل كبير يقع عند أطراف مدينة هاملن واختفى هناك مع الأطفال إلى الأبد. وقد كان ذلك بالتأكيد هو أشد وأقسى عقاب يمكن أن يناله سكان هاملن جراء بخلهم ونكثهم للوعود والعهود. ويقال بأن الأطفال مازالوا يعيشون حتى يومنا هذا داخل الجبل، يلعبون ويمرحون مع عازف المزمار في مروج وحدائق سحرية تحتوي على كل ما يشتهيه الأطفال ويتوقون أليه.

حقيقة أم خرافة؟
الواقع والخيال

منزل عازف المزمار في هاملن
هناك غموض كبير يلف حكاية عازف المزمار في ظل وجود العديد من المصادر والشواهد التاريخية التي تزعم بأن القصة واقعية جرت أحداثها بالفعل في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي. ولعل أبرز تلك الشواهد هي الموجودة في هاملن نفسها حيث ينتصب اليوم في وسط المدينة منزل قديم يعود إلى العصور الوسطى يدعوه الناس بمنزل عازف المزمار (Ratten*fängerhaus ) وبخلاف ما يوحي به الاسم فأن عازف المزمار لم يسكن في ذلك المنزل مطلقا، لكن السبب وراء التسمية يعود في حقيقة الأمر إلى وجود بلاطة سوداء على أحد جوانب المنزل نقشت عليها العبارة التالية :

"في 26 يونيو / حزيران عام 1284 ميلادية .. في يوم عيد القديسين جون وبول .. مائة وثلاثون طفلا من أطفال هاملن خدعوا واقتيدوا إلى خارج المدينة على يد عازف مزمار يرتدي ملابس ملونة، وبعد أن عبروا التلال في كوبنبيرغ اختفوا إلى الأبد".
وهناك أيضا شارع في المدينة يعرف بأسم (Bungelosen*strasse ) يقال بأنه كان آخر مكان شوهد فيه الأطفال قبل اختفائهم، ولهذا السبب يمتنع الأهالي عن عزف الموسيقى داخل هذا الشارع، وهو تقليد أستمر منذ القرون الوسطى وحتى يومنا هذا، فجميع الأعراس والجوقات الموسيقية تتوقف تماما عن العزف والغناء عند مرورها في هذا الشارع كدلالة احترام لذكرى الأطفال المفقودين.
ومن الشواهد الأخرى وجود نافذة زجاجية ملونة داخل كنيسة السوق القديمة، هذه النافذة صنعت عام 1384 تخليدا لذكرى مرور 100 عام على اختفاء الأطفال، وهي تصور عازف المزمار بثيابه المبهرجة وخلفه يسير الأطفال مرتدين ملابس النوم البيضاء، وفي الأسفل نقشت الكلمات التالية : "100 عام مضت على رحيل أطفالنا".
المخطوطات الألمانية القديمة تطرقت هي الأخرى إلى اختفاء الأطفال. أقدم تلك المخطوطات هي سجلات الكنيسة في هاملن والتي يعود تاريخها إلى عام 1351، وتعتبر هذه السجلات في غاية الأهمية لأنها تمثل شهادة حية على حقيقة ما جرى. وهناك أيضا مخطوطة ليونبيرغ التي تعود إلى عام 1370 ميلادية، والتي يؤكد كاتبها على أن أطفال هاملن خطفوا على يد عازف مزمار يرتدي ملابس ملونة، وأن الحادثة وقعت بالفعل عام 1284.

بين الواقع والخيال قصص مثيرة


 ظواهر خارقة وقصص ما وراء الطبيعة غاية في الغرابة !! قصص وخرافات ما وراء الطبيعية,, التي يعتقد في صحتها الكثيرون، خصوصاً هؤلاء الذين ادعوا رؤيتها بأنفسهم.   العلم يعترف بالنظريات والتجارب والنتائج، لكن هناك العديد من الظواهر التي لا يمكن للعلم العمل عليها، لذا فهي خارقة لكل مألوف وخارجة عن كل معتاد، هذه بعض الحكايات والأساطير الغريبة التي لم يفسرها العلم بعد.

1 – البعد الآخر

في عام 1887, دُهش المزارعون بقرية "بانجوس" الإسبانية لهول ما رأوه من على بعد أمتار قليلة منهم, حيث خرج من أحد الكهوف، طفل وطفلة أصحاب بشرة خضراء يمسك كل منهما كف الآخر ويبدو عليهما الارتباك الشديد ويبكيان، حاولوا تهدئتهم وتنظيفهم ولكن اللون لم يذهب أبداً، توفي الولد بعد 5 أيام وظلت الطفلة حتى كبرت وماتت بعد 5 أعوام، لم يعرف أحد حتى الآن من أين جاءا، وماذا حدث في ذلك الكهف، وساد اعتقاد أنهم كائنات فضائية تم تركها على الأرض.

2 – عودة الحيوانات الأليفة بعد ضياعها

في شهر مايو 1992 كانت عائلة "ريسغراف" في رحلة برفقة كلبتيهما، "ليدي" و"ولفكا"، المكان آمن ولا شيء يدعو للقلق، فأطلقوا الكلبتين، وكان من عادتيهما العودة في غضون ساعة، لكن هذه المرة تأخرتا كثيراً، وبعد 13 يوماً عادت "ليدي" بمفردها، وخلال غيابها تلقت العائلة أخباراً عن كلبتهم من عدد كبير من الأشخاص أحدهم رآها على بعد 50 كم من مكان التخييم، والآخر على بعد 24 كم من "دولوث"، ووفقاً لتلك الوقائع، فإن "ليدي" قطعت أكثر من ألف كيلو متر، وقيل تم خطفها من الكائنات الفضائية.

 3 -  أشباح قصر "هامبتون"

بُني هذا القصر سنة 1525على نهر التايمز على بعد 15 كيلومتراً غرب وسط "لندن", معروف بسمعته السيئة بين أبناء المنطقة, خاصة بعد تكرار رؤية الأشباح فيه, ويعتقد كثيرون أنه أكثر مكان مسكون بالأشباح في بريطانيا كلها، أكثر المشاهدات كانت لـ"كاثرين هوارد" الزوجة الخامسة للملك "هنري" الثامن, والتي أدينت بالخطيئة وتم قطع رأسها عام 1541.

 4 -  النباتات الشيطانية 

أبلغ المزارعون في بريطانيا عن وجود دوائر بسيطة تظهر على أرضه, على الرغم من ذلك لم تكشف أجهزة الإعلام شيئاً حتى أوائل الثمانينيات وقد ذُكر قديماً بالأدب الفرنسي أن أسقف "ليون" كتب رسالة إلى قسيس الإبرشية المحلي يحذره من وجود طائفة من عبدة الشيطان يجمعون بذوراً ويستعملونها لشعائرهم الشيطانية، بالرغم من كثرة من النظريات التي تفسر نشأة هذه النباتات, لكن لا يوجد أحد قادر على أن يفسرها بشكل علمي صحيح.

5 - تحريك الأشياء عن بعد

"نينا كولاغينا" استطاعت كسر بيضة ووضعها في محلول ثم فصلت الصفار دون أن تلمس البيضة أو الوعاء, وقد سجل جهاز تخطيط القلب ارتفاع معدلات نبضها إلى 240 في الدقيقة أثناء مثل هذه الأفعال، يعتقد أن هذه الظاهرة تنشأ في مستويات عُليا من الوعي لم تُدرس حتى الآن، والسبب الرئيسي في نشأتها هو الأفكار القابعة في اللاواعي لدى الشخص الذي يملك تلك القدرات.

 6 – "بيغ فوت"

في المناطق الشتوية البعيدة للهمالايا أو سيبيريا قد تواجه مخلوقاً غريباً يطلق عليه السكان اسم "ييتي"، وفي غابات أميركا الشمالية معروف باسم "بيغ فوت"، ظهرت كثير من النظريات التي تفسر وجود هذا المخلوق وأشهرها أنه نوع قديم من القردة انقرض منذ مدة طويلة, نظريات أخرى دلت على أنه نوع جديد من القرود لم يكتشف بعد, وقد ادعى أحد العلماء أنه مخلوق منحدر من رجل الكهف الذي كان يعيش بالقرون السابقة. أغلب المشاهدات لم تثبت شيئاً.

 7 - أضواء أشباح "تكساس" 

على بعد 500 ميل من مدينة "دالاس"، سوف تجد أفضل الأماكن لمشاهدة أضواء الأشباح الغامضة، طبقاً للمعلومات المتوافرة، تم رؤية هذه الأضواء من السكان القدماء قبل ظهور السيارات, والآن كثير من الناس تحتشد وتتجمع في ظلمة الليل على أمل إلقاء نظرة على هذه الأضواء، يعتقد البعض أن هذه الأضواء عبارة عن غازات مشتعلة, وآخرون يعتقدون أنها أرواح طيبة جاءت إلى الأرض, أو سفن فضائية، لكن العلم يقول إنها انعكاس لضوء القمر على السُحب وتظهر في السماء.

 8 - وحش بحيرة "فان"

هذا الوحش أُبلغ عنه سنة 1995 من قبل أحد المصورين الهواة بتركيا, وقد أظهر التصوير وجود وحش طويل يسبح بالبحيرة أشبه بالثعبان وله زعانف. قام فريق من العلماء والدارسين بمحاولات البحث عنه ولكن باءت كل المحاولات بالفشل، ولا توجد تفسيرات مقنعة حتى الآن.

 9 - الدمية ذات الشعر النامي

شمال اليابان، عام 1938، أخذ "إيكتشي" دمية ليضعها في معبد قرية "مونجي سياوي"، كانت الدمية لأخته "كيكي" التي ماتت وعمرها 3 سنوات، ذهب الأخ إلى الحرب ورجع عام 1947، وعندما توجه لرؤية الدمية اكتشف أن شعرها نما حتى وصل لكتفيها، قام العلماء بفحص عينة وأكدوا أنه من الشعر البشري، الدمية الآن في المعبد حيث أصبح مكاناً للحجاج والسياح الذين يظنون أنها مرتبطة بروح "بوذا".

  10 - حورية البحر

في أغسطس سنة 1842، ادعى رجل إنكليزي أنه يمتلك حورية بحر حقيقية اصطادها بالقرب من جزر "فيغي", وبعد المناقشات معه وافق على عرضها لمدة أسبوع قبل أخذها إلى المتحف البريطاني، شكل الحورية كان على هيئة بشرية ولكن بشكل بشع عكس التخيل السائد عن الحوريات الجميلات، اتضحت الحقيقة بعد ذلك وهي عبارة عن قشرة جذع لنوع من القرود تم تخييطه بذيل لسمكة سلمون بإتقان. 


اشهار

Flag Counter
 
- See more at: http://dilo-awra9i.blogspot.com/