Ads 468x60px

اشهار

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

الف ليلة و ليلة 18 : حكاية تودد الجارية (الجزء 2)


حكاية تودد الجارية الجزء التاني
وفي الليلة السابعة والثلاثين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما سئلت عن آداب الأكل وذكرت الجواب قال لها الفقيه السائل: أحسنت فأخبريني عن عقائد القلب وأضدادها قالت: هن ثلاث وأضدادها ثلاث: الأولى اعتقاد الإيمان وضدها مجانية الكفر، والثانية اعتقاد السنة وضدها مجانية البدعة، والثالثة اعتقاد الطاعة وضدها مجانية المعصية، قال: أحسنت فأخبريني عن شروط الوضوء قالت: الإسلام والتميز وطهور الماء وعدم المانع الحسن وعدم المانع الشرعي قال: أحسنت فأخبريني عن الإيمان قالت: الإيمان ينقسم إلى تسعة أقسام: إيمان بالمعبودة وإيمان بالعبودية وإيمان بالخصوصية وإيمان بالقبضتين وإيمان بالناسخ وإيمان بالمنسوخ وإن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره وحلوه ومره. قال: أحسنت فأخبريني عن ثلاث تمنع ثلاثاً، قالت: نعم. روي عن سفيان الثوري أنه قال: ثلاث تذهب ثلاثاً: الاستخفاف بالصالحين يذهب الآخرة والاستخفاف بالملوك يذهب الروح، والاستخفاف بالنفقة يذهب المال، قال: أحسنت فأخبريني عن مفاتيح السموات وكم لها من باب؟ قالت: قال الله تعالى: وفتحت السماء فكانت أبواباً. وقال عليه الصلاة والسلام: وليس يعلم عدة أبواب السماء إلا الذي خلق السماء وما من أحد من بني آدم إلا وله بابان في السماء باب ينزل منه رزقه وباب يصعد منه عمله ولا يغلق باب رزقه حتى ينقطع أجله ولا يغلق باب عمله حتى تصعد روحه.
قال: أحسنت فأخبريني عن شيء وعن نصف شيء وعن لا شيء؟ قالت: الشيء هو المؤمن ونصف الشيء هو المنافق وأن لا شيء هو الكافر قال: أحسنت فأخبريني عن القلوب قالت: قلب سليم وقلب سقيم وقلب منيب وقلب نذير وقلب منير، فالقلب السليم هو قلب الخليل والقلب السقيم هو قلب الكافر والقلب المنيب هو قلب المتقين الخائفين والقلب النذير هو قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والقلب المنير هو قلب من يتبعه وقلوب العلماء ثلاثة: قلب متعلق بالدنيا وقلب متعلق بالآخرة وقلب متعلق بمولاه وقيل: إن القلوب ثلاثة: قلب معلق وهو قلب الكافر، وقلب معدوم وهو قلب المنافق، وقلب ثابت وهو قلب المؤمن، وقيل هي ثلاثة: قلب مشروح بالنور والإيمان وقلب مجروح من خوف الهجران، وقلب خائف من الخذلان، قال: أحسنت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثامنة والثلاثين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما سألها الفقيه الثاني وأجابته وقال لها: أحسنت قالت: يا أمير المؤمنين إنه قد سألني حتى عيي وأنا أسأله مسألتين فإن أتى بجوابهما فذاك وإلا أخذت ثيابه وانصرف بسلام فقال لها الفقيه: سليني ما شئت، قالت: فما تقول في الإيمان؟ قال: الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقال عليه الصلاة والسلام: لا يكمل المرء في الإيمان حتى يكمل فيه خمس خصال التوكل على الله والتفويض إلى الله والتسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله وأن تكون أموره لله فإنه من أحب الله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. قالت: فأخبرني عن فرض الفرض وعن فرض في ابتداء كل فرض وعن فرض يحتاج إليه كل فرض وعن سنة داخلة في الفرض وعن سنة يتم بها الفرض فسكت ولم يجب بشيء فأمرها أمير المؤمنين بأن تفسرها وأمره أن ينزع ثيابه ويعطيها إياها فعند ذلك قالت: يا فقيه أما فرض الفرض فمعرفة الله تعالى وأما الفرض الذي في ابتداء كل فرض فهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وأما الفرض الذي يحتاج إليه كل فرض فهو الوضوء وأما الفرض المستغرق كل فرض فهو الغسل من الجنابة وأما السنة الداخلة في الفرض فهي تخليل الأصابع وتخليل اللحية الكثيفة وأما السنة التي يتم بها الفرض فهو الإختتان فعند ذلك تبين عجز الفقيه وقام على قدميه وقال: أشهد الله يا أمير المؤمنين أن هذه الجارية أعلم مني بالفقه وغيره ثم نزع ثيابه وانصرف مقهوراً.
وأما حكايتها مع المقرئ فإنها التفتت إلى من بقي من العلماء الحاضرين وقالت: أيكم الأستاذ المقرئ بالعالم بالقرآن السبع والنحو واللغة؟ فقام إليها المقرئ وجلس بين يديها وقال لها: هل قرأت كتاب الله تعالى وأحكمت معرفة آياته وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومكيه ومدنيه وفهمت تفسيره وعرفتيه على الروايات والأصول في القرآن؟ قالت: نعم. قال: أخبريني عن عدد سور القرآن وكم فيه من عشر وكم فيه من آيات وكم فيه من حرف وكم فيه من سجدة وكم فيه من نبي مذكور وكم فيه من سورة مدنية وكم فيه من سورة مكية وكم فيه من طير؟ قالت: يا سيدي أما سور القرآن فمائة وأربع عشرة سورة المكي منها سبعون والمدني أربع وأربعون وأما أعشاره فستمائة عشر واحد وعشرون عشراً وأما الآيات فست آلاف ومائتان آية وأما أحرفه فثلاثة وعشرون ألفاً وستمائة وسبعون حرفاً وللقارئ بكل حرف عشر حسنات وأما السجدات فأربع عشر سجدة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة التاسعة والثلاثين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن لما سألها المقرئ عن القرآن الكريم أجابته وقالت له: وأما الأنبياء الذين ذكرت أسماؤهم في القرآن فخمسة وعشرون نبياً وهم: آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف واليسع ولوط وصالح وهود وشعيب وداود وسليمان وذو الكفل وإدريس وإلياس ويحيى وزكريا وأيوب وموسى وهارون ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين، وأما الطير فهن تسع، قال: ما اسمهن؟ قالت: البعوض والذباب والنمل والهدهد والغراب والجراد والأبابيل وطير عيسى عليه السلام وهو الخفاش. قال: أحسنت أي سورة في القرآن أفضل؟ قالت: سورة البقرة، قال: فأي آية أعظم؟ قالت: آية الكرسي وهي خمسون كلمة مع كل كلمة خمسون بركة، قال: فأي آية فيها تسع آيات؟ قالت قوله تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس) إلى آخر الآية. قال: أحسنت فأخبريني أي آية أعدل؟ قالت: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، قال: فأي آية أطمع؟ قالت: قوله تعالى:(أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة النعيم)، قال: فأي جنة أرجى؟ قالت: قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم). قال: أحسنت فأخبريني بأي قراءة تقرأين؟ قالت: بقراءة أهل الجنة وهي قراءة نافع، قال: فأي آية كذب فيها الأنبياء؟ قالت: قوله تعالى: (وجاؤوا على قميصه بدم كذب) وهم أخوة يوسف، قال: فأخبريني أي آية صدق فيها الكفار؟ قالت: قوله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب) فهم صدقوا جميعاً، قال: فما آية قالها الله لنفسه؟ قالت: قوله تعالى: (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)، قال: فأي آية فيها قول الملائكة؟ قالت: قوله تعالى: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)، قال: فأخبريني عن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما جاء فيها؟ قالت: التعوذ واجب أمر الله به عند القراءة والدليل عليه قوله تعالى: (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
قال: أخبريني ما لفظ الاستعاذة وما الخلاف فيها؟ قالت: منهم من يستعيذ بقوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ومنهم من يقول: أعوذ بالله القوي والأحسن ما نطق به القرآن العظيم ووردت به السنة، وكان صلى الله عليه وسلم إذا استفتح القرآن قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وروي عن نافع عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي في الليل قال: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً، ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن همزات الشياطين ونزعاتهم.
 وروي عن ابن عباس رضي الله قال: أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم علمه الإستعاذة وقال له: قل يا محمد أعوذ بالله السميع العليم ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم ثم اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق. فلما سمع المقرئ كلامها تعجب من لفظها وفصاحتها ثم قال لها: يا جارية ما تقولين في قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم هل هي آية من آيات القرآن؟ قالت: نعم آية من القرآن في النمل وآية بين كل سورتين والاختلاف في ذلك بين العلماء كثير، قال: أحسنت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما أجابت المقرئ وقالت: إن بسم الله الرحمن الرحيم فيها إختلاف كثير بين العلماء قال: أحسنت فأخبريني لم لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم في أول سورة براءة؟ قالت: لما نزلت سورة براءة بنقض العهد الذي كان بينه صلى الله عليه وسلم وبين المشتركين وجه لهم النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في يوم موسم بسورة براءة فقرأها عليهم ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. قال: فاخبريني عن فضل بسم الله الرحمن الرحيم وبركتها قالت: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما قرأت بسم الله الرحمن الرحيم على مريض إلا عوفي من مرضه. وقيل: لما خلق الله العرش اضطرب اضطراباً عظيماً فكتب عليه بسم الله الرحمن الرحيم فسكن اضطرابه. ولما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمنت من ثلاثة: الخسف والمسح والغرق وفضلها عظيم وبركتها كثيرة يطول شرحها، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يؤتى برجل يوم القيامة فيحاسب فلا يلقى له حسنة فيؤمر به إلى النار فيقول: إلهي ما أنصفتني فيقول الله عز وجل: ولم ذلك؟ فيقول: يا رب لأنك سميت نفسك الرحمن الرحيم وتريد أن تعذبني بالنار فقال الله جل جلاله: أنا سميت نفسي الرحمن الرحيم أمضوا بعبدي إلى الجنة برحمتي وأنا أرحم الراحمين. قال: أحسنت فاخبريني عن أول بدء بسم الله الرحمن الرحيم قالت: لما أنزل الله تعالى القرآن كتبوا باسمك اللهم فلما أنزل الله تعالى قل ادعوا الله وادعوا الرحمن أيا ما ندعوا فله الأسماء الحسنى كتبوا بسم الله الرحمن الرحيم فلما أنزل وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم كتبوا بسم الله الرحمن الرحيم.
فلما سمع المقرئ كلامها أطرق رأسه وقال في نفسه: إن هذا لعجب عجيب وكيف تكلمت هذه الجارية في بدء بسم الله الرحمن الرحيم، والله لا بد من أن أتحيل عليها لعلي أغلبها، ثم قال لها: يا جارية هل أنزل الله القرآن جملة واحدة أو أنزله متفرقاً؟ قالت: نزل به جبريل الأمين عليه السلام من عند رب العالمين على نبيه محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين بالأمر والنهي والوعد والوعيد والأخبار والأمثال في عشرين سنة آيات متفرقات على حسب الوقائع. قال: أحسنت فأخبريني عن أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: في قول ابن عباس سورة العلق وفي قول ابن جابر بن عبد الله سورة المدثر ثم أنزلت السور والآيات بعد ذلك قال: فأخبريني عن آخر آية نزلت عليه قالت: هي آية الربا وقيل: إذا جاء نصر الله والفتح. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الواحدة والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لم أجابت المقرئ عن آخر آية نزلت في القرآن قال لها: أحسنت فأخبريني عن عدد الصحابة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: هم أربعة: أبي كعب وزير بن ثابت وأبو عبيدة عامر بن الجراح وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، قال: أحسنت فأخبريني عن القراء الذين تؤخذ عنهم القراءاتقالت: هم أربعة: عبد الله بن مسعود وأبي كعب ومعاذ بن جبل وسالم بن عبد الله، قال: فما تقولين في قوله تعالى: (وما ذبح على النصب)، قالت: هي الأصنام التي تنصب وتعبد من دون الله والعياذ بالله تعالى.
قال: فما تقولين في قوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)، قالت: تعلم حقيقتي وما عندي ولا أعلم ما عندك والدليل على هذا قوله تعالى: (إنك أنت علام الغيوب)، وقيل تعلم عيني ولا أعلم عينك، قال: فما تقولين في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم)، قالت: حدثني الشيخ رحمه الله تعالى عن الضحاك أنه قال: هم قوم من المسلمين قالوا: أنقطع مذاكيرنا ونلبس المسوح فنزلت هذه الآية وقال قتادة: أنها نزلت في جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن مصعب وغيرهما وقالوا: نخصي أنفسنا ونلبس الشعر ونترهب فنزلت هذه الآية قال: فما تقولين في قوله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلاً)، قالت: الخليل المحتاج الفقير وفي قول آخر هو المحب المنقطع إلى الله تعالى الذي ليس لانقطاعه اختلال، فلما رآها المقرئ تمر في كلامها مر السحاب ولم تتوقف في الجواب قام على قدميه وقال: أشهد الله يا أمير المؤمنين أن هذه الجارية أعلم مني في القراءات وغيرها.
فعند ذلك قالت الجارية: أنا أسألك مسألة واحدة فإن أتيت بجوابها فذاك وإلا نزعت ثيابك، قال أمير المؤمنين: سليه فقالت: ما تقول في آية فيها ثلاثة وعشرون كافاً وآية فيها ستة عشر ميماً وآية فيها مائة وأربعون عيناً وحزب ليس فيه جلالة؟ فعجز المقرئ عن الجواب فقالت: انزع ثيابك فنزع ثيابه ثم قالت: يا أمير المؤمنين إن الآية التي فيها ستة عشر ميماً في سورة هود وهي قوله تعالى: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات الله عليك)، وإن الآية التي فيها ثلاثة وعشرون كافاً في سورة البقرة وهي آية الدين، وإن الآية التي فيها مائة وأربعون عيناً في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: (واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنتا لكل رجل عينان)، وإن الحزب الذي فيه جلاله هو سورة اقتربت الساعة وانشق القمر والرحمن والواقعة، فعند ذلك نزع المقرئ ثيابه التي عليه وانصرف خجلاً. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثانية والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما غلبت المقرئ ونزع ثيابه وانصرف خجلاً تقدم إليها الطبيب الماهر وقال: فرغنا من علم الأديان فتيقظي لعلم الأبدان وأخبريني عن الإنسان وكيف خلقه وكم في جسده من عرق وكم من عظم وكم من فقارة وأين أول العروق ولمي سمي آدم آدم؟ قالت: سمي آدم لآدمته أي سمرة لونه وقيل: لأنه خلق من أديم الأرض أي ظاهر وجهها صدره من تربة الكعبة ورأسه من تربة المشرق ورجلاه من تربة المغرب وخلق الله له سبعة أبواب في رأسه وهي: العينان والأذنان والمنخران والفم وجعل له منفذين قبله ودبره فجعل العينين حاسة النظر والأذنين حاسة السمع والمنخرين حاسة الشم والفم حاسة الذوق وجعل اللسان ينطق بما ف ضمير الإنسان وخلق آدم مكباً من أربعة عناصر وهي: الماء والتراب والنار والهواء فكانت الصفراء طبع النار وهي حارة يابسة والسوداء طبع التراب وهو بارد يابس، والبلغم طبع الماء وهو بارد رطب والدم طبع الهواء وهو حار رطب، وخلق في الإنسان ثلثمائة وستين عرقاً ومائتين وأربعون عظماً وثلاثة أرواح حيواني ونفساني وطبيعي وجعل لكل منها حكماً وخلق له قلباً وطحالاً ورئتان وستة أمعاء وكبداً وكليتين واليتين ومخاً وعظماً وجلداً وخمس حواس سامعة وباصرة وشامة وفائقة ولامسة وجعل القلب في الجانب الأيسر من الصدر وجعل المعدة أمام الرئة مروحة للقلب وجعل الكبد في الجانب الأيمن محاذية للقلب وخلق ما دون ذلك من الحجاب والمعاء وركب ترائب الصدر وشبكها بالأضلاع، قال: أحسنت فأخبريني كم في رأس ابن آدم من بطن؟ قالت: ثلاثة بطون وهي تشتمل على خمس قوى تسمى الحواس الباطنية وهي الحس المشترك والخيال والمتصرفة والواهمة والحافظة، قال: أحسنت فأخبريني عن هيكل العظام. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثالثة والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما قال لها الطبيب: أخبريني عن هيكل العظام قالت: هو مؤلف من مائتين وأربعون عظمة وينقسم إلى ثلاثة أقسام: رأس وجذع وأطراف، أما الرأس فتنقسم إلى جمجمة ووجه، فالجمجمة مركبة من ثمانية عظام ويضاف إليها عظيمات السمع الأربع والوجه ينقسم إلى فك علوي وفك سفلي، فالعلوي يشتمل على أحد عشر عظماً والسفلي عظم واحد ويضاف إليه الأسنان وهي اثنتان وثلاثون سناً وكذلك العظم اللامي. وأما الجذع فينقسم إلى سلسلة فقارية وصدر وحوض فالسلسلة مركبة من أربعة وعشرون عظماً تسمى الفقار والصدر مركب من القفص والأضلاع التي هي أربع وعشرون ضلعاً في كل جانب اثنتا عشرة والحوض مركب من العظمين الحرقفيين والعجز والعصعص. وأما الأطراف فتنقسم إلى طرفين علويين وطرفين سفليين، فالعلويان ينقسم كل منهما أولاً منكب مركب من الكتف والترقوة وثانياً إلى عضد وهو عظم واحد وثالثاً إلى ساعد مركب من عظمين هما: الكعبرة والزند ورابعاً إلى كتف ينقسم إلى رسخ ومشط وأصابع فالرسخ مركب من ثمانية عظام مصفوفة صفين كل منهما يشتمل على أربعة عظام والمشط يشتمل على خمسة عظام والأصابع عدتها خمس كل منها مركب من ثلاثة عظام تسمى السلاميات إلا الإبهام فإنها مركبة من اثنين فقط، والطرفان السفليان تنقسم كل منهما أولاً إلى فخذ هو عظم واحد وثانياً إلى ساق مركب من ثلاثة عظام: القصبة والشظية والرضفة وثالثاُ إلى قدم ينقسم كالكف إلى رسغ ومشط وأصابع. فالرسغ مركب من سبعة عظام مصفوفة صفين الأول فيه عظمان والثاني فيه خمسة والمشط مركب من خمسة عظام والأصابع وعدتها خمس كل منها مركبة من ثلاث سلاميات إلا الإبهام فمن سلاميين فقط. قال: أحسنت فأخبريني عن أصل العروق. قالت: أصل العروق الوتين ومنه تتشعب العروق وهي كثيرة لا يعلم عددها إلا الذي خلقها وقيل إنها ثلثمائة وستون عرقاً كما سبق وقد جعل الله اللسان ترجماناً والعينين سراجاً والمنخرين منشقين واليدين جناحين ثم إن الكبد فيه الرحمة والطحال فيه الضحك والكليتين فيهما المكر والخديعة والمعدة خزانة والقلب عماد الجسد فإذا أصلح القلب صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله، قال: أخبريني عن الدلالات والعلامات الظاهرة التي يستدل بها على المرض في الأعضاء الظاهرة والباطنة، قالت: نعم، إذا كان الطبيب ذا فهم نظر في أحوال البدن واستدل واستدل بجس اليدين على الصلابة والحرارة واليبوسة والبرودة والرطوبة وقد توجد في المحسوس دلالات على الأمراض الباطنة كصفرة العينين فإنها تدل على البرقان وتحقق الظهر فإنه يدل الرئة، قال: أحسنت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الرابعة والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما وصفت للطبيب العلامات الظاهرة قال لها: أحسنت فما العلامات الباطنة؟ قالت: إن الوقوف على الأمراض بالعلامات الباطنة يؤخذ من ستة قوانين الأول من الأفعال والثاني مما يستغفر من البدن والثالث من الوجع والرابع من الموضع والخامس من الورم والسادس من الأعراض. قال: أخبريني بم يصل الأذى من الرأس؟ قالت: بإدخال الطعام على العام قبل هضم الأول والشبع على الشبع فهو الذي أفنى الأمم فمن أراد البقاء فليباكر بالغداء ولا يتمس العشاء وليقلل من مجامعة النساء وليخفف الرداء وأن لا يكثر الفصد ولا الحجامة وأن يجعل بطنه ثلاث أثلاث ثلث للطعام وثلث للماء وثلث للتنفس لأن مصران بني آدم ثمانية عشر شبراً يجب أن يجعل ستة للطعام وستة للشراب وستة للتنفس وإذا مشى برفق كان أوفق له وأجمل لبدنه وأكمل لقول تعالى: (ولا تمش على الأرض مرحاً). قال: أحسنت فأخبريني ما علامة الصفراء وماذا يخاف منها؟ قالت: تعرف بصفرة اللون ومرارة الفم والجفاف وضعف الشهوة وسرعة النبض ويخاف صاحبها من الحمى المحرقة والبرصام والحمرة واليرقان والورم وقروح الأمعاء وكثرة العطش فهذه علامات الصفراء. قال: أحسنت فأخبريني عن علامات السوداء وماذا يخاف على صاحبها إذا غلبت على البدن؟ قالت: إنها تتولد من الشهوة الكاذبة وكثرة الوسوسة والهم والغم فينبغي حينئذٍ أن تستفرغ وإلا تولد منها الماليخوليا والجذام والسرطان وأوجاع الطحال وقروح الأمعاء. قال: أحسنت فأخبريني إلى كم جزء ينقسم الطب؟ قالت: ينقسم إلى جزءين: أحدهما علم تدبير الأبدان المريضة والأخر كيفية ردها إلى حال صحتها. قال: فأخبريني أي وقت يمون شرب الأدوية أنفع فيه منه في غيره؟ قالت: إذا جرى الماء في العود وانعقد الحب في العنقود وطلع السعد سعود فقد دخل وقت نفع شرب الدواء وطرد الداء فقال: أخبريني عن وقت إذا شرب فيه الإنسان من إناء جديد يكون شرابه أهنأ وأمرأ منه في غيره وتصعد له رائحة طيبة ذكية، قالت: إذا صبر بعد أكل الطعام ساعة. قال: فأخبريني عن طعام لا تتسبب عنه أسقام، قالت: هو الذي لا يطعم إلا بعد الجوع وإذا طعم لا تمتلئ منه الضلوع لقول جالينوس الحكيم: من أراد إدخال الطعام فليبطئ ثم لا يخطئ ولنختم بقوله عليه الصلاة والسلام: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وأصل كل داء البردة يعني التخمة. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الخامسة والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما قالت للطبيب: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء الحديث قال لها: فما تقولين في الحمام؟ قالت: لا يدخله شبعان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم البيت الحمام ينظف الجسد ويذكر النار، قال: فأي الحمامات أحسن؟ قالت: ما عذب ماؤه واتسع فضاؤه وطاب هواؤه بحيث تكون أهويته أربعة خريفي وصيفي وشتوي وربيعي: قال: فأخبريني أي الطعام أفضل؟ قالت: ما صنعت النساء وقل فيه العناء وأكلته بالهناء، وأفضل الطعام  الثريد لقوله عليه الصلاة والسلام: فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على سائر النساء قال: فأي الأدم أفضل؟ قالت: اللحم لقوله عليه الصلاة والسلام: أفضل الأدم اللحم لأنه لذة للدنيا والآخرة، قال فأخبريني فأي اللحم أفضل؟ قالت: الضان ويجتنب القديد لأنه لا فائدة فيه، قال: أخبريني عن الفاكهة، قالت: كلها في إقبالها واتركها إذا انقضى زمانها، قال: فما تقولين في شرب الماء؟ قالت: لا تشربه شرباً ولا تعبه عباً فإنه يؤذيك  صداعه ويشوش عليك من الأذى أنواعه ولا تشربه عقب خروجك من الحمام ولا عقب الجماع ولا عقب الطعام إلا بعد مضي خمس عشر درجة للشاب وللشيخ بعد أربعين درجة، ولا عقب يقظتك من المنام قال: أحسنت فاخبريني عن شرب الخمر قالت: أفلا يكفيك زاجراً ما جاء في كتاب الله تعالى حيث قال: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون). وقال تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون). وقال تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما). وأما المنافع التي فيها فإنها تفتت حصى الكلى وتقوي الأمعاء وتنفي الهم وتحرك الكرم وتحفظ الصحة وتعين على الهضم وتصح البدن وتخرج الأمراض من المفاصل وتنقي الجسم من الأخلاط الفاسدة وتولد الطرب والفرح وتقوي الغريزة وتشد المثانة وتقوي الكبد وتفتح السدد وتحمر الوجه وتنقي الفضلات عن الرأس والدماغ وتبطئ بالمشيب ولولا الله عز وجل حرمها لم يكن على وجه الأرض ما يقوم مقامها. وأما الميسر فهو القمار قال: فأي شيء في الخمر أحسن؟ قالت: ما كان بعد ثمانين يوماً أو أكثر وقد اعتصر من عنب أبيض ولم يشبه ماء ولا شيء على وجه الأرض مثلها، قال: فما تقولين في الحجامة؟ قالت: ذلك لمن كان ممتلئاً من الدم وليس  فيه نقصان في دمه فمن أراد الحجامة فليحتجم في نقص الهلال في يوم بلا غيم ولا ريح ولا مطر ويكون في السابع عشر من الشهر وإن وافق يوم الثلاثاء كان أبلغ في النفع ولا شيء أنفع من الحجامة للدماغ وتصفية الذهن. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة السادسة والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية لما وصفت منافع الحجامة قال لها الحكيم: أخبريني عن أحسن الحجامة، قالت: أحسنها على الريق فإنها تزيد في العقل وفي الحفظ لما روي عنه عليه الصلاة والسلام: أنه كان ما اشتكى إليه أحد وجعاً في رأسه أو رجليه إلا قال له احتجم وإذا احتجم لا يأكل على الريق مالحاً فإنه يورث الجرب ولا يأكل على أثره حامضاً، قال: فأي وقت تكره فيه الحجامة؟ قالت: يوم السبت والأربعاء ومن احتجم فيها فلا يلومن إلا نفسه ولا يحتجم في شدة الحر ولا في شدة البرد وخيار أيامه أيام الربيع، قال: أخبريني عن المجامعة، فلما سمعت ذلك أطرقت وطأطأت رأسها واستحيت من إجلالاً لأمير المؤمنين ثم قالت: والله يا أمير المؤمنين ما عجزت بل خجلت وإن جوابه على طرف لساني. قال لها: يا جارية تكلمي، قالت له: إن النكاح فيه فضائل مريدة وأمور حميدة منها أنه يخفف البدن الممتلئ بالسوداء ويسكن حرارة العشق ويجلب المحبة ويبسط القلب ويقطع الوحشة والإكثار منه في أيام الصيف والخريف أشد ضرراً في أيام الشتاء والربيع قال: فأخبريني عن منافعه قالت: إنه يزيل الهم والوسواس ويسكن العشق والغضب وينفع القروح هذا إذا كان الغالب على الطبع والبرودة واليبوسة وإلا فالإكثار منه يضعف النظر ويتولد منه وجع الساقين والرأس والظهر وإياك من مجامعة العجوز فإنها من القواتل. قال الإمام علي كرم الله وجهه: أربع يقتلن ويهرمن البدن: دخول الحمام على الشبع، وأكل المالح والمجامعة على الامتلاء ومجامعة المريضة، فإنها تضعف قوتك وتسقم بدنك والعجوز سم قاتل، قال: فما أطيب الجماع؟ قالت: إذا كانت المرأة صغيرة السن مليحة القد حسنة الخد كريمة الجد بارزة النهد فهي تزيد قوة في صحة بدنك.
قال: فأخبريني عن أي وقت يطيب فيه الجماع؟ قالت: إذا كان ليلاً فبعد هضم الطعام وإذا كان نهاراً فبعد الغداء، قال: فأخبريني عن أفضل الفواكه؟ قالت: الرمان والأترج، قال: فأخبريني عن أفضل البقول قالت: الهندباء وقال: فما أفضل الرياحين؟ قالت: البنفسج والورد، قال: فأخبريني عن قرار مني الرجل؟ قالت: إن في الرجل عرقاً يسقي سائر العروق فيجتمع الماء من ثلثمائة وستين عرقاً ثم يدخل في البيضة اليسرى دماً أحمر فينبطح من حرارة مراج بني آدم ماءً غليظاً أبيض رائحته مثل رائحة الطلع، قال: أحسنت فأخبريني عن طير يمني ويحيض قالت: هو الخفاش أي الوطواط، قال: فأخبريني عن شيء إذا حبس عاش وإذا شم الهواء مات، قالت: هو السمك قال: فأخبريني عن شجاع يبيض؟ قالت: الثعبان فعجز الطبيب من كثرة أسئلته وسكت، فقالت الجارية: يا أمير المؤمنين إنه سألني حتى عيي وأنا أسأله مسألة واحدة فإن لم يجب أخذت ثيابه حلالاً لي. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة السابعة والأربعين بعد الأربعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن لما قالت لأمير المؤمنين إنه سألني حتى عيي وأنا أسأله مسألة واحدة فإن لم يجب أخذت ثيابه حلالاً لي، قال لها الخليفة: سليه، قالت: ما تقول في شيء يشبه الأرض استدارة ويوارى عن العيون فقاره قليل القيمة والقدر ضيق الصدر والنحر مقيد وهو غير آبق موثق وهو غير سارق مطعون لا في القتال مجرو ولا في النضال يأكل الدهر مرة ويشرب الماء من كثرة وتاره يضرب من غير جناية ويستخدم لا من كفاية مجموع بعد تفرقه متواضع لا من تملقه حامل لا لولد في بطنه مائل، لا يسند ركنه فيتطهر ويصلي فيتغير يجامع بلا ذكر ويصارع بلا حذر يريح ويستريح ويعد فلا يصيح أكرم من النديم وأبعد من الحميم، يفارق زوجته ليلاً ويعانقها نهاراً مسكنه الأطراف في مساكن الأشراف.
فسكت الطبيب ولم يجب بشيء وتحير في أمره وتغير لونه واطرق برأسه ساعة ولم يتكلم فقالت: أيها الطبيب تكلم وإلا فانزع ثيابك فقام وقال: يا أمير المؤمنين أشهد على أن هذه الجارية أعلم مني بالطب وغيره ولا لي طاقة ونزع ما عليه من ثياب وخرج هارباً فعند ذلك قال هلا أمير المؤمنين: فسري لنا ما قلتيه فقالت: يا أمير المؤمنين هذا الزرار والعروة. وأما ما كان من أمرها مع المنجم فإنها قالت: من كان منكم منجماً فليقم فنهض إليها وجلس بين يديها فلما رأته ضحكت وقالت: أنت المنجم الحاسب الكاتب؟ قال: نعم قالت: اسأل عما شئت وبالله التوفيق قال: أخبريني عن الشمس وطلوها وأفولها؟ قالت: اعلم أن الشمس تطلع من عيون وتأفل في عيون فعيون الطلوع أجزاء المتسارق وعيون الأفول أجزاء المغارب وكلتاهما مائة وثمانون جزءاً. قال الله تعالى: (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) وقال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)، فالقمر سلطان الليل والشمس سلطان النهار وهما مستبقان متداركان. قال الله تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون). قال: فأخبريني إذا جاء الليل كيف يكون النهار وإذا جاء النهار كيف يكون الليل؟ قالت: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل)، قال: أخبريني عن منازل القمر، قالت: منازل القمر ثمان وعشرون منزلة وهي: السرطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسمك والغفر والزبانا والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود، وسعد الأخيبة والفرع المقدم والفرع المؤخر والرشاء وهي مرتبة على حروف أبجد هوز إلى آخرها وفيها سر غامض لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى والراسخون في العلم، وأما قسمتها على البروج الاثني عشر فهي أن تعطي كل برج منزليتن وثلث منزلة فتجعل الشرطين والبطين وثلث الثريا للحمل وثلثي الثريا مع الديران وثلثي اللعة للثور وثلث الهقعة مع الهنعة والذراع للجوزاء والنترة والطرف وثلث الجبهة للسرطان وثلثيهما مع الزبرة وثلثي الصفة للأسد وثلثها مع العواء والسماك للسنبلة والغفر والزباني وثلث الإكليل للميزان وثلثي الإكليل مع القلب وثلثي الشولة للعقرب وثلثها مع النعايم والبلدة للقوس وسعد الذبائح وسعد بلع وثلث المقدم للجدي وثلثي المقدم مع المؤخر وثلثي الرشا للحوت وثلث الرشا وسعد السعود وسعد الأخبية للدلو. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اشهار

Flag Counter
 
- See more at: http://dilo-awra9i.blogspot.com/