من سرق ساعاتي ؟
صحيح ان الانسان هو اجتماعي بطبعه منذ ولادته ، فقد تجرع حبات الهوية و التعايش بين الافراد، لا يهم ان كانت والدته او شخصا اخر ، الاهم هو انه محاط باشياء تشبهه في الملامح ، الصفات و العرق ، هل صحيح ان الانسان ولد من اجل شئ ما ؟ او هل هناك شئ قريب منا ( نحن البشر ) و لا نشعر به ؟
الكل يعرف اجابة واحدة ، ان الله خلق الانسان و عرض عليه امانة فقبلها طبقا لقول الله تعالى بسم الله الرحمان الرحيم :"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" صدق الله العظيم . لم قبل بهاته الامانة و ما هي هذه الامانة ؟ صحيح ان للانسان اسئلة كثيرة كما تدور في مخيلتي الان و لا اعرف اجاباتها ، و انا على يقين ان لكل واحد رد مختلف عن الاخرين ، كما لي اجابة قد تعجب البعض و قد يعذرني البعض الاخر لجهالتي .
كل يوم استيقظ في الصباح كما تعودت دائما اهتم باموري الدينية و الدنيوية الى ان تغيب عني الشمس ليشرع السبات في التسرب رويدا رويدا ، اهكذا يعيش الانسان ؟ اليس الامر مملا ؟ لا ، لا تم لا هناك حكايات و قصص نعيشها كل يوم ، فهي مختلفة عن بعضها و لا تتشابه ابدا . هناك اسرار لا نعرفها و المشكل انها قريبة منا لنمنحها بعض الوقت و سنتفاجئ لم نحن هنا ؟ لنمنحها التامل و السكون ، استيقظ فجرا و راقب صعود اليوم بهدوء ، لا تجعل اليوم يدور بسرعة خد منه كل ثانية ، قد لا تجد الاجابة حينها و لكن سيتجدها حثما ، تناول فطورك بالبسملة و تذوق كل شئ على لسانك بهدوء ، ستعرف الاجابة لشئ لم تكن تعرفه من قبل ، خد خطواتك الى الهدف منذ الوهلة الاولى و انظر الى طريقك و تمعن في نظرات الناس حولك ، فكر ، فكر تم فكر هناك جواب حثما فكر ! فبالبسمة تبدء اعمالنا و تنتهي بالحمد و الشكر لله ، و تستمر العجلة بالدوران انها لن تتوقف !
تسمع كلام هنا و هناك ، هذا قال و الاخر يقول ، هذا فعل و الاخر ابى ان يفعل ، و تصبح خليطا ممزوجا بين الدفاع و الهجوم ( توقف توقف توقف هل وجدت الاجابة !؟ لا !) فتتشابك الخيوط لتنسج لنا حكايات و احداث ، مركبة من افعال و اقوال، لتضعك في قفص الخير او الشر ، و كلها من افعال البشر ، فتجد في مكان اخر ان للسجود حكمة ، و للدعاء حكمة و في القران الكريم حكمة ، انه هدوء النفس من ضجيج البشر ، فبالليل ينتهي ذلك الضجيج و يبدء ذلك الضجيج الجميل ضوضاء المشاعر التي تنبعت بعد مشاقات النهار ، انه هدوء فيه الجواب او على الاقل يكون واضحا بنسبة اكبر من تلك التي تكون في النهار ، يكون ضميرك اشبه بطريقة اكل الغنم ، ففي النهار تاكل و في الليل تجتر افكارك و تعيد تلك السيناريوهات ، لينتهي يومك بنوم و لو لساعات ( اسف لم اجد اجابة على اسئلتي !!! ).
لكن في احد الايام و قبل النوم وصلت الى جواب اقنعني ، و استمدت منه قوتي فالامانة هي تلك الروح التي تتجول في جسدك و تتعايش بها و لكن لا تراها فانت عندما تنظر الى المراة لا ترى الروح فانت ترى الجسد ، فالروح هي نفس طاهرة من الله عز و جل ، فصون تلك الامانة بفعل و اقوال حسنة لكي لا تنخدش ، فالانسان له ملكات كثيرة كالشغف ، الغريزة ، الطمع ، الطموح تم الارادة و كل الاوصاف التي تدل على انه الاقوى و الافضل لهذا قبل الامانة، ولكن الله قال "إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً" اختصار لم كنت سافسره .
من سرق ساعاتي ؟ هل هي الانشغالات ام الايام ، ساعات تضيع احيانا هباءا ، و لا نتعلم منها شيئا ، ساعات تمر و نحن كالصنم لا نتامل و لا نسال او حتى لا نتعب انفسنا في البحت عن الاجابات ، نريدها ان تمر حتى يعيطينا الله ما ناكل و نشرب ، "كيف احب و هو هو مضر ؟" هو سؤال العدد القادم .
عادل نداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق